الدرس الاول:

نظرة عامة على حياة داود (١ صموئيل ١٣: ١٤)

١) داود : شهادة حية و مثال لشعب الله

أ‌. داود هو صورة لما يريد الرب أن يطلقه من خلال الروح لكنيسة الايام الاخيرة. هو مثال للايمان والطاعة للكنيسة التي تحب وتعبد وتحارب بالروح.

"افتَحُوا آذانَكُمْ وَتَعالَوا إلَيَّ، اسْتَمِعُوا كَي تَحيُوا. سَأقطَعُ مَعَكُمْ عَهداً أبَدِيّاً، كَعَهدِ إحساناتِي الأمِينَةِ لِداوُدَ. جَعَلْتُهُ شاهِداً لِلأُمَمِ، وَرَئِيساً وَقائِداً لِلشُّعُوبِ"(اشع 55: 3-4) "أعطِنِي عَلامَةً عَلَى صَلاحِكَ يا اللهُ! فَيَراها أعدائِي فَيَخزُونَ. عِندَئِذٍ سَيَعرِفُونَ أنَّكَ يا اللهُ أعَنتَنِي وَعَزَّيتَنِي!" (مز 86: 17)

ب‌. طاعة داود وخدمته تعتبر مقياس لما يريد الرب أن يؤسسه على الارض.

"سَأُعطِيكُمْ رُعاةً بِحَسَبِ قَلبِي، وَسَيَرعَونَكُمْ بِمَعرِفَةٍ وَمَهارَةٍ."(ارميا 3: 15) "وَالآنَ يا اللهُ، يا إلَهَ إسْرائِيلَ، احفَظْ وُعُودَكَ الأُخرَى الَّتِي قَطَعْتَها لِعَبدِكَ داوُدَ، أبِي. فَقَدْ قُلْتَ لَهُ: ‹يَنْبَغِي أنْ يَحرِصَ أبناؤُكَ دائِماً عَلَى طاعَتِي، كَما فَعَلْتَ أنْتَ. فَإنْ فَعَلُوا، سَأضمَنُ أنْ يَكُونَ واحِدٌ مِنْ نَسلِكَ مَلِكاً عَلَى إسْرائِيلَ دائِماً. › (١مل 8: 25) "فِي ذَلِكَ الوَقتِ، سَيَكُونُ اللهُ تُرْساً لِسُكّانِ أورشليم. فَمَنْ كانَ ضَعِيفاً فِي ذَلِكَ الوَقتِ سَيَصِيرُ قَوِيّاً كَداوُدَ. وَعائِلَةُ داوُدَ سَتَصِيرُ كَاللهِ، كَمَلاكِ اللهِ أمامَهُمْ". (زك 12: 8)

2) كيف سنتطرق لهذا الكورس

أ‌. القصة الكتابية: سننظر الى حياة داود من خلال سياق الاحداث التي صارت في جيلهِ. الهدف من هذا الكورس هو جعل حياة داود مألوفة لنا فتؤهلنا قرائتها مرة بعد الاخرى بروح التكريس. أكثر شخصية يتكلم الكتاب المقدس عنها هي داود بعد شخص يسوع.

ب‌. داود كصورة للمسيح: لا يوجد شخص أكثر من داود في الكتاب المقدس يعطينا صورة أقرب عن حياة وخدمة يسوع.

ت‌. دروس في القيادة: عندما نرى تسلسل احداث حياة داود المسجلة لنا في سفر صموئيل الاول والثاني واخبار الايام الاول، نحصل على مفهوم داخلي عن كيف يقيم الله القادة وكيف يتجاوب القادة مع دعوته.

ث‌. تجاوب قلب داود مع الرب: نحن نريد أن نتجاوب مع الرب بالطريقة التي تجاوب بها داود في وقت الصعوبات، والفشل، والضغط، والنجاح، من خلال البحث عن الله وطلب وجهه في كل تقلبات الحياة والمواسم المختلفة.

ج‌. كان داود تلميذ لجمال الرب – مجده - وقلبه ومشاعره – حكمته - وقوته… الخ.

"وَلَيسَ لِي إلّا مَطلَبٌ واحِدٌ مِنَ اللهِ:أنْ أبْقَى فِي بَيتِ اللهِ بَقِيَّةَ عُمْرِي،لِكَي أرَى جَمالَ اللهِ وَأُسَبِّحَهُ فِي هَيكَلِهِ." (مز 27: 4)

1. ما رأه داود عن قلب الرب : داود يعتبركورس لاهوت عن جمال الرب ومشاعره

2. ما الذي عرفه داود عن نفسه في نعمة الرب : كشخص سُرِّ الرب به ( مز 18: 19، 35)

3. ما الذي رأه داود عن الاخرين من خلال نعمة الله: الافاضل الذين كل مسرتي بهم ( مز 16: 3)

4. ما الذي رأه داود في الظروف: كيف تجاوب مع الضغط، الفشل، والنجاح

3) السياق التاريخي لحياة داود

أ‌. حياة داود هي قصة درامية ملهمة، تتضمن جزء بطولي، فضائح، قوة،.. الخ. وتعتبر من القصص التي يتوجب على الفرد قرأتها. الكتاب يقول لنا الكثير عن حياة داود اكثر من اي شخص اخر عدا يسوع. قصة داود والظروف التي حدثت في حياته موجودة في صموئيل الاول والثاني. بينما يخبرنا اخبار ايام الاول نفس القصة بطريقة مختصرة. اما الاحداث الدرامية التي حدثت في قلب داود فتوجد في سفر المزامير (كتب داود تقريباً 80 مزمور والبعض يقول أكثر من هذا الرقم).

ب‌. داود عاصر 3 انبياء: النبي صموئيل والذي كان أكبر جداً في العمر من داود، النبي جاد الذي كان تقريباً بعمر داود (كان معه في سنوات البرية) والنبي ناثان والذي كان أصغر جداً من داود.

ت‌. كان داود اول من اسس لاهوت " الالفية" في الكتاب المقدس، مع نظرة ثاقبة للملك الالفي.

ث‌. الترتيب التاريخي لحياة داود ضمن التواريخ التقريبية

4000 قبل الميلاد: ادم وحواء

2000 قبل الميلاد: إبراهيم

1400 قبل الميلاد: موسى

1000 قبل الميلاد: داود

931 قبل الميلاد: الحرب الاهلية – انفصال المملكة الشمالية لإسرائيل عن المملكة الجنوبية ليهوذا

900 قبل الميلاد: إيليا واليشع

721 قبل الميلاد: دمر الأشوريون المملكة الشمالية لإسرائيل

586 قبل الميلاد: دمرت أورشليم، تليها 70 سنة سبي إسرائيل في بابل (606-536 قبل الميلاد)

536 قبل الميلاد: عودة اليهود الى أورشليم والبدء في أعادة بناء الهيكل.

٤) داود رجل بحسب قلب الرب

أ‌. في اول وصف يعطيه لنا الرب عن داود من خلال النبي صموئيل للملك شاول (اصم ١٣: 14) دعى داود " رجل حسب قلب الرب" بينما هو بعد في وقت مراهقته. كان الرب يعرف بالبذور التي في قلب داود. وأكثر من هذا، كان الرب يعرف أفضل رحلة لتنمو هذه البذور وتنضج في معرفته.

"أمّا الآنَ، فَلَنْ تَستَمِرَّ مَملَكَتُكَ. فقد وجد اللهُ لنفسه رَجُلٍ حسب قَلبُهُ، فَعَيَّنَهُ اللهُ حاكِماً عَلَى شَعبِهِ، لأنَّكَ لَمْ تَلتَزِمْ بِوَصِيَّةِ اللهِ"(اصم 13: 14)

ثلاث اوصاف يحملها الشخص الذي قلبه بحسب قلب الرب

1. اطاع داود اوامر الرب: وضع قلبه للطاعة حتى في وقت فشله.

2. درس داود مشاعر قلب الرب: ركز في فهم مشاعر الله.

3. حقق داود المقاصد التي في قلب الله: نحن مخلوقين لنسعى لتحقيق هدف الله في حياتنا وجيلنا. تعرّف على ما يفعله الله في جيلك واشغل نفسك في ذلك. الله شهد عن داود بانه فعل كل مشيئته وخدم اهدافه.

"وَبَعدَ أنْ أزاحَهُ اللهُ، نَصَّبَ داوُدَ مَلِكاً عَلَيهِمْ، وَشَهِدَ لِداوُدَ فَقالَ: ‹لَقَدْ وَجَدتُ داوُدَ بْنَ يَسَّى كَما يُرِيدُهُ قَلبِي. وَهُوَ سَيَفعَلُ كُلَّ ما أُرِيدُه...فَلَقَدْ ماتَ داوُدُ بَعدَ أنْ حَقَّقَ قَصدَ اللهِ فِي جِيلِهِ.( اع 13: 22، 36)

ب‌. وجد داود هويته الاساسية (إحساسه بالقيمة والنجاح) على من هو في علاقته مع الرب. وقاس نجاح حياته بمقدار نموه في النعمة وطاعته ومحبته للرب ووداعته تجاه الناس.

ت‌. يسلط الكتاب المقدس الضوء على طاعة داود وقيمه ومهاراته كالتالي:

1. طلب وجه الرب : كان يتوق لعبادة الرب ورؤية جماله (مز27: 4، مز18:1، مز 31: 24، مز 36: 8)

2. الحب المطيع : كان لديه تصميم عميق لحب وطاعة الله . فاعلن للرب " انا احبك" "I LOVE YOU " (مز18: 1). فهو الرجل الوحيد الي يملك هذا الاعلان بوضوح مسجل في الكتاب المقدس.

3. واثق من رحمة الرب: رجع للرب بعد سقوطه (مز 13: 5، مز 18: 19، مز 32 ، مز 38، مز 51، مز 69)

4. واثق من سيادة الرب: كان الرب مصدر حمايته، مصدر ترقيته، ومصدر اعالته وتسديد احتياجاته.

5. اسلوب القيادة السخية: قدم عطف ولطف لاصحابه، والعاملين معه، وحتى لأعدائه. كان لديه بعض الصراع مع الاحباط، مع هذا لا نرى مرارة في داخله تجاه اللذين اخطأوا بحقه.

6. محارب غيور: كان رجل حرب شجاع في السعي لطرد اعداء الرب.

7. تقييمه لخدمة الروح: خدم كنبي بمسحة قوية.

8. اسلوب حياة الصوم: كان ملتزم بحياة الصوم والصلاة (مز19: 7-11،مز 35: 13،مز69: 7-12، مز109: 24، مز145: 1-21).

9. تواضع ومثابرة: عاش بروح الخادم " وحفظ كلامه" حتى في حياته الخاصة.

10. الحكمة في الكلام: تكلم بتواضع وبحكمة سماوية.

5) رفض شاول: شاول كان الوسيلة التي تدرب بها داود ليصبح ملك

أ‌. رُفِضَ شاول كملك بسبب خطيته في عدم الطاعة في الجلجال (1 صم13) ومع العماليق (1صم 15). داود وشاول نماذج متعاكسة للقيادة الجيدة والسيئة. أخطأ شاول في الجلجال (1 صم13) عندما اخذ وظيفة الكاهن ولم يطع وصية الرب الواضحة

"وَعَلَيْكَ أَنْ تَسْبِقَنِي إِلَى الْجِلْجَالِ لأَنَّنِي قَادِمٌ إِلَيْهَا لأُصْعِدَ لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ وَأُقَرِّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمٍ، فَامْكُثْ هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ رَيْثَمَا آتِي إِلَيْكَ لأُطْلِعَكَ عَمَّا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكَ عَمَلُهُ». (اصم 10: 8) "فَذَاعَ نَبَأٌ أَنَّ شَاوُلَ هَاجَمَ حَامِيَةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ،... فَتَحَرَّكَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ كُلُّهُ وَلَحِقَ بِشَاوُلَ فِي الْجِلْجَالِ. وَاحْتَشَدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ ... وَعِنْدَمَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ حَرَجَ مَوْقِفِهِمِ اعْتَرَاهُمُ الضِّيقُ، ... وَمَكَثَ شَاوُلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي الْجِلْجَالِ يَنْتَظِرُ مَجِيءَ صَمُوئِيلَ بِمُوْجِبِ اتِّفَاقٍ سَابِقٍ. وَعَنْدَمَا تَأَخَّرَ صَمُوئِيلُ عَنِ الْحُضُورِ وَتَفَرَّقَ الْجَيْشُ عَنْ شَاوُلَ، قَالَ شَاوُلُ: «قَدِّمُوا إِلَيَّ الْمُحْرَقَةَ وَذَبَائِحَ السَّلاَمِ». وَقَرَّبَ الْمُحْرَقَةَ. (اصم 13: 4-9)

ب‌. عندما تجمع العدو وهرب الشعب، شاول لم يطع الرب، لكنه استمع للضغوطات

"وَمَا إِنِ انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِهَا حَتَّى أَقْبَلَ صَمُوئِيلُ، ... فَسَأَلَ صَمُوئِيلُ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟» فَأَجَابَهُ شَاوُلُ: «رَأَيْتُ أَنَّ الشَّعْبَ تَفَرَّقَ عَنِّي، وَأَنْتَ لَمْ تَحْضُرْ فِي مَوْعِدِكَ، وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ مُحْتَشِدُونَ فِي مِخْمَاسَ،.. فَوَجَدْتُ نَفْسِي مُرْغَماً عَلَى تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ».فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لَقَدْ تَصَرَّفْتَ بِحَمَاقَةٍ، فَأَنْتَ قَدْ عَصِيتَ وَصِيَّةَ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا. وَلَوْ أَطَعْتَهُ لَثَبَّتَ مُلْكَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. أَمَّا الآنَ، فَلأَنَّكَ لَمْ تُطِعْ مَا أَمَرَكَ الرَّبُّ بِهِ فَإِنَّ مُلْكَكَ لَنْ يَدُومَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ رجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يُصْبِحَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِهِ». (١ صموئيل ١٣: ١٠-١٤)

ت‌. خطيئة شاول تضمنت انتهاك خطير لوصية الرب المتعلقة بالخدمة الكهنوتية. الكهنة فقط هم من يسمح لهم بتقديم الذبائح، وهم يجب أن يقدموها بطريقة موصوفة لهم بالتفصيل من قبل الرب (لاويين 6: 8-13) انتهاك هذة الطريقة لتقديم الذبائح تعتبر خطية بحق قداسة الرب . الملك عُزيا اصيب بالبرص بسبب هذة الخطيئة (2أخ 26: 19). رغب شاول برضى الناس اكثر من اطاعة الرب. هو كان ملك من النوع الذي يتغاضى عن وصايا الرب عندما يدخل تحت الضغط.

"٢هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. 3فَاذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً» …. 7وَهَجَمَ شَاوُلُ عَلَى الْعَمَالِقَةِ ... 9وَعَفَا شَاوُلُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْعُجُولِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ مَا هُوَ جَيِّدٌ، وَأَبَوْا أَنْ يقضوا عليها، وَلَمْ يُدَمِّرُوا إِلاَّ الأَمْلاَكَ وَالْغَنَائِمَ الَّتِي لاَ قِيمَةَ لَهَا." (1صم ١٥: 2-9)

ث‌. خطيئة شاول مع العمالقة (اصم 15) كانت عندما فشل في اطاعة امر الرب لتنفيذ الحكم علي أعداء الله (العماليق). ولم يكُن شاول متحمسا لما يدعوه الله (تقديس).

" وَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: 11«لَقَدْ نَدِمْتُ لأَنِّي جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً، فَقَدِ ارْتَدَّ عَنِ اتِّبَاعِي وَلَمْ يُطِعْ أَمْرِي» .... 13وَعِنْدَمَا الْتَقَى صَمُوئِيلُ بِشَاوُلَ، قَالَ شَاوُلُ: «لِيُبَارِكْكَ الرَّبُّ. لَقَدْ نَفَّذْتُ أَمْرَ الرَّبِّ» 14فَسَأَلَ صَمُوئِيلُ: «وَمَاذَا تَقُولُ عَنْ ثُغَاءِ الْغَنَمِ وَصَوْتِ الثِّيرَانِ الَّتِي تَضِجُّ فِي مَسَامِعِي؟» 15فَأَجَابَ شَاوُلُ: «إِنَّهَا مِنْ غَنَائِمِ الْعَمَالِقَةِ، لأَنَّ الشَّعْبَ عَفَا عَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لِيُقَدِّمَهَا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، .... 16فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «اصْمُتْ لأُنْبِئَكَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ». فَأَجَابَهُ: «تَكَلَّمْ».17فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «أَلَمْ تَكُنْ تَحْسَبُ نَفْسَكَ حَقِيراً، وَلَكِنَّ الرَّبَّ جَعَلَكَ عَلَى رَأْسِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ وَأَقَامَكَ مَلِكاً عَلَيْهِمْ، 18وَكَلَّفَكَ بِمُحَارَبَةِ عَمَالِيقَ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِ قَضَاءً مُبْرَماً؟ 19فَلِمَاذَا لَمْ تُطِعْ أَمْرَ الرَّبِّ، بَلْ تَهَافَتَّ عَلَى الْغَنِيمَةِ وَارْتَكَبْتَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟» 20فَأَجَابَ شَاوُلُ: «قَدْ أَطَعْتُ أَمْرَ الرَّبِّ وَنَفَّذْتُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ بِهِ، وَأَسَرْتُ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ وَقَضَيْتُ عَلَى شَعْبِهِ. 21فَاخْتَارَ الْقَوْمُ مِنَ الْغَنِيمَةِ أَفْضَلَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لِتَقْرِيبِهَا ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي الْجِلْجَالِ»." (١صم 15: 10-21)

ج‌. كان شاول في حالة تمرد على الله، لذلك بحث الرب عن رجل أفضل منه لِيحل محله. وهكذا مُزقت المملكة منه "اليوم"، ولكن داود لم يحل محله مباشرة بل بعد حوالي 15 سنة. كان عمر شاول حوالي 55 سنة في ذلك الوقت و(توفي في سن 70). عرف الله كل الوقت انه سيزيل شاول، لكنه انتظر الى أن أصبح داود مستعدا للحكم كرجل حسب قلب الله.

"فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِالذَّبَائِحِ وَالْمُحْرَقَاتِ كَسُرُورِهِ بِالاسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِهِ؟ ..23فَالتَّمَرُّدُ مُمَاثِلٌ لِخَطِيئَةِ الْعِرَافَةِ، .... ولأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ فَقَدْ رَفَضَكَ الرَّبُّ مِنَ الْمُلْكِ».24فَقَالَ شَاوُلُ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ لأَنِّي عَصَيْتُ أَمْرَ الرَّبِّ وَوَصِيَّتَكَ، إِذْ خَشِيتُ الشَّعْبَ فَسَمِعْتُ لِقَوْلِهِمْ. 25فَاصْفَحِ الآنَ عَنْ خَطِيئَتِي وَارْجِعْ مَعِي لأَسْجُدَ لِلرَّبِّ» 26فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «لَنْ أَرْجِعَ مَعَكَ؛ لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ الرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ» ... 28فَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ وَيَهَبُهَا لِمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. (١ صموئيل ١٥: ٢٢-٢٨)

ح‌. دروس في القيادة: تاب شاول فقط عندما انكشف امره، اما داود فكان يتوب مباشرة عند ما يشعر باسأته للرب.