دراسات مقرؤة من بيت الصلاة العالمي

معرفة الله: قلب الله الأبوي

I- يسوع أعلن الآب

‌أ- الروح يدعو الكنيسة للقاء الآب. منذ البدء، والله له قلب أبوى ويريد أن يشارك حبه مع عائلة. صرخة قلوبنا هى أن نرى الآب. رسالة قلب الله الأبوى تُبدل وتغير قلوبنا، وتحررنا من الحصون.

"لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً... قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». ..اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ ..." (يو 14 : 7 -9)

‌ب- إذا فهمنا تعليم يسوع وإرساليته وشخصيته لعرفنا الآب. عندما ندرس الإنجيل لنرى ما قاله يسوع وعمله نتعلم عن شخصية الآب. بينما نقرأ الإنجيل نرى أن إله (تكوين 1) الممتلئ قوة هو أب حنون.

‌ج- أوضح يسوع القصد الأساسى من خدمته. جاء ليُعلن الآب، في سياق جو يهودى يصور الله كالخالق الفائق الذى فى (تكوين1). شعروا انه يجب عليهم ان يبقوا على مسافه بعيده منه لأنهم أرتاعوا أمام قوته وقداسته. علم يسوع انه بفهم مشاعر وعواطف الآب، يمكن أن يكون لهم ثقه امامه.

‌د- أسماء الله تُعلن جوانب مُختلفة من شخصيته فهو لديه أكثر من 300 أسم في الكتاب المقدس. التركيز الأساسي في تعليم يسوع عن الله هو إعلانه عن الله الآب. أكد يسوع على حنان الله الآب وعمق إرتباطه ومشاركته معنا.

"عَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ ..." (يو 17 : 26)

‌ه- الروح القدس يُعيد الوصية الأولى لمكانها الأول من خلال إعلانه الآب لنا. لا نقدر أن نحب الله من كل قلوبنا حتى نعرف انه يحبنا من كل قلبه وقوته. الله يُعطينا سلطان ان نحبه بأن يُعلن لنا نفسه كمن يُحبنا.

"نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً. (1 يو 4 : 19)

‌و- مقدار محبة الله ليسوع هو مقدار محبته لكل أبنائه. هذا هو الإعلان المُطلق عن قيمتنا. الآب يشعر من نحوك مثلما يشعر من نحو يسوع. محبته ليسوع لا تزداد بل هي محبة ثابتة. ولذا لانه يحبك بنفس الطريقه، مقدار حبه لك لن يزيد او يقل.

"لِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ ... أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." (يو 17: 23)

‌ز- خُلق القلب الإنسان بشوق للثقة فى ان الآب يستمتع به. تحدث ثورة فى حياتنا عندما نعرف كيف يشعر الآب تجاهنا فى ضعفنا. يستمتع الآب بنا ليس فقط بعد ما يكتمل نضوجنا الروحى فى السماء. بل هو فى الحقيقة يستمتع بنا اثناء رحلتنا الروحية. يُحبنا ويستمتع بنا بينما ننمو وليس فقط بعد إكتمال نمونا .

‌ح- تكون حياتنا مضطربة وغير مستقرة بدون "مرساة استقرار وثبات" إلى أن نعرف حضن الله كأب لنا. بالأخص نحتاج الثقة فى أن الله يستمتع بنا حتى فى ضعفنا.

"فصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ." (مت 6 : 9)

‌ط- كثير من المخلصين الصادقين يكونوا بمثابة مشلولين فى علاقتهم بالله بسبب الإحساس بالخجل والخزى. حياة الخزى تؤدى الى حياة الخطية. إذ كنا نشعر بالقذارة أمام الله، سنعيش فى قذارة. المعركة من أجل إيماننا قائمة حول فهمنا لفكر ومشاعر الآب نحونا عندما نعثر.

‌ي- جوهر الحياة الأبدية هو معرفة ومقابلة الله الآب والإبن. الحياة بدون الآب هى جوهر الجحيم.

"وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ." (يو 17 : 3)

‌ك- علينا ان نرى وننتبه الى شعور الآب نحونا. ليس من الصعب أن نؤمن أن الله يُحب مؤمنين كاملين فى السماء. الصعوبه هى فى تصديق ان له مشاعر حانية تجاه اناس ضعفاء فى هذا الدهر.

"أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ." (1 يو 3 : 1)

‌ل- الروح يُساعدنا أن نختبر الآب. من خلالنا يصرخ " أبا ". كلمة " أبا " تعبير عن شخص محبب مثل كلمة "بابا". هى كلمه بها إحترام ولكنها حميمة ورقيقة وحانية. الروح كونه روح التبنى فهو يُعلن مكاننا كأبناء وبنات بالتبنى.

"أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!»." (رو 8 : 15)

‌م- كأبناء بالتبنى لنا دخول ووصول لقلب الآب. الإعلان عن "أبا الآب" يُعطى لنا قدرة أن نثبت ونحتمل الصعوبات وان نرفض إتهامات إبليس إننا فاشلون وميئوس منهم. نختبر التحرير والشفاء بينما يُعدنا ان نسلك فى كمال مصيرنا في هذه الحياة.

‌ن- عمق بحر محبة الله يحتوى على متعة ولذة أن نرغب ونتوق ونستمتع بالله. رغبة الله هى ان نكون متأصلين (الزراعة) ومتأسسين (البناء) في محبة.

"وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا ...َ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ." (اف 3 : 17 -19)

II الله يستمتع بى كمؤمن مخلص وصادق حتى في ضعفي

‌أ- دفع يسوع الثمن لكى نقف أمام الله فى ثقة ان لنا نعمة فى عينيه.

"إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً..... لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (2 كو 5 : 17 -21)

‌ب- الله لا يخلط بين عدم النضج الروحي والتمرد. الله يُحب الخطاة. ولكنه يُحب ويستمتع بالمؤمنين. يبتهج ويفرح بنا وقت توبتنا. يبتسم على حياتنا عند بدأ عملية النمو بتوبة حقيقية قبل الوصول للنضوج.

"أّيُ إِنْسَانٍ ..ْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ .. أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ ..ِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ .. وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحاً وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ. هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ." (لو15 : 4 -7)

‌ج- يبتسم على حياتنا عندما نبدأ فى عملية النمو بتوبة صادقة ، قبل ان نصل للنضج الروحي. يرى الصرخة الصادقة فى أرواحنا لنسير معه.

‌د- كلا من المخلص الصادق والمتمرد يتعثر فى الوحل. و لكن ردود فعلهم مختلفة. نصرتنا تبدأ بالتصميم الصادق لطاعة الله. الله يُعرف حياتنا بهذا التصميم و العزم .

‌ه- تحتاج الى الثقة امام الله لتكون مُحب مخلص وصادق لله. يريد الرب أن يكون لنا ثقة من شقين. أولاً: نثق أنه يُحبنا حتى في ضعفنا. ثانياً: نثق فى أنه يُقدر حبنا الضعيف له على انه صادق وحقيقى بدلاً من حب مزيف .

‌و- الخراف تُصارع وتركل للخروج من الوحل بينما الخنازير تصارع وتركل لتعود للوحل. ناموس العهد القديم يتحدث عن الحيوانات النظيفة والنجسة: كلاً من الخراف والخنازير يتعثرون فى الوحل.

‌ز- أقصى جهد لنا مهما كان صادق ومخلص لنحب الله يبقى معيوب وضعيف. لدينا قابلية كبيرة على الخطية اكثر من ما ندرك. (أر 17 : 9) من يقدر ان يعرف عمق الخطية التى نحن قادرون عليها.

‌ح- يشعر يسوع بالتحنن على الأبناء الذين ضلوا يوم توبتهم. الإبن الضال الحديث التوبة ولكنه غير ناضج بعد، لديه مجالات كثيرة فى حياته ما زالت بحاجه الى التغيير والتحول فيها.

"رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: ....أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ ... وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ.... وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ." (لو 15 : 17 -20)

‌ط- الله يشعر بالفرح والاستمتاع بأبنائه الذين ضلوا يوم توبتهم. الآب اعلن هذا بأنه اعطى الابن الضال الحلة الاولى وخاتم العائلة يوم رجوعه.

"قَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ .. وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. فَقَالَ الأَبُ ..ِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى .. وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ ... وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ." (لو 15 : 21 -24)

‌ي- أصل هذا المثل ليس عن ابن فقد ميراثه بل عن أب فقد ابنه وكيف استعاد الآب الإبن .

‌ك- يمكن ان يكون لنا بداية جديدة مع الله كمواطن من الدرجة الأولى، بعد أن نتوب بإخلاص. نقوم بالضغط على مفتاح "الحذف" بعد ان نتوب بإخلاص .

"إنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ." (مرا ارميا 3 : 22 -23)

‌ل- الله يسر بالرأفه يريدنا ان نثق انه يستمتع بنا (حتى فى ضعفنا) بينما نسير فى توبة حقيقية وصادقة. حينئذ نجرى نحوه بدلاً من ان نجرى بعيداً عنه

"لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ." (ميخ 7 : 18)


إعلان عن القلب المُلتهب بيسوع

-Iمحبة الله لله

هناك هدف واحد وحيد وضخم يُشَّكِل الواقع، ويُمثل الغاية والهدف النهائي لكل شئ فى قلب الله: مجد الله. لا يوجد أمر يُشغل الله ويهمه أكثر من مجده الشخصي.

‌أ- كل النواحي الجميلة من قوته وبركاته نحو خليقته، تصب فى النهاية فى مُحيط واسع من مسرته وشهرته. تملأ هذه الحقيقة صفحات الوحي:

"مِنْ أَجْلِ اسْمِي أُبَطِّئُ غَضَبِي وَمِنْ أَجْلِ فَخْرِي أُمْسِكُ عَنْكَ حَتَّى لاَ أَقْطَعَكَ. هَئَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ. اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ. مِنْ أَجْلِ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ نَفْسِي أَفْعَلُ. لأَنَّهُ كَيْفَ يُدَنَّسُ اسْمِي؟ وَكَرَامَتِي لاَ أُعْطِيهَا لِآخَرَ." (إش48: 9- 11) ( كذلك؛ إش 42: 8؛ 1صم 12: 22؛ مز 25: 11؛ 106: 8؛ إش 37: 35؛ 43: 25؛ إر 14: 7؛ حز 20: 9، 14، 22، 44؛ دا 9: 17- 19)

"لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ." (رو 11: 36) ( كذلك؛ كو 1: 15- 16؛ 1كو 8: 6؛ عب 2: 10)

"لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ." (حب 2: 14) ( أنظر: إش 11: 9؛ مز 72: 19)

"فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَتَزُولُ الأَوْثَانُ بِتَمَامِهَا. وَيَدْخُلُونَ فِي مَغَايِرِ الصُّخُورِ وَفِي حَفَائِرِ التُّرَابِ مِنْ أَمَامِ هَيْبَةِ الرَّبِّ وَمِنْ بَهَاءِ عَظَمَتِهِ عِنْدَ قِيَامِهِ لِيُرْعِبَ الأَرْضَ." (إش 2: 17- 19)

‌ب- يكرر العهد الجديد مراراً وتكراراً الإقتباس من العهد القديم؛ فى الإشارة لمجد الله كالهدف النهائي لكل أعمال الله. علينا أن نترك المجال لهذه المشاهد كى تُشَكِّلنا وتُغَيِّرنا. لا يمكنك أن تجد قائمة مماثلة عن أى فكرة أخرى أو مشهد آخر فى الكتاب المقدس:

النهضة – أف 3: 21؛ القوة والشفاء – مت 15: 31، مر 2: 12، لو 5: 26، 7: 16؛ يو 11: 4، 40؛ خلاص النفوس – 1بط 2: 9، أف 1: 6، 12، 14؛ التبرير والتقديس – مت 5: 10، 1بط 2: 12، فل 1: 11، 1كو 6: 20؛ خلاص إسرائيل – إش 43: 7، إر13: 11، حز 36: 22- 23؛ الخدمة الرسولية – يو 15: 8، 2كو 4: 15، 8: 19؛ فل 1: 18، 20، 2: 21؛ إستجابة الصلاة – يو 14: 13؛ دعوة المختارين – 2بط 1: 13؛ الوحدة – رو 15: 5- 7.

-IIمحبتنا ليسوع

‌أ- الإشتراك فى محبة الله

1. أنت مدعو لتبني نفس المحبة والشغف الإلهى. الإتفاق مع الله فى غيرته الشديدة على مجده.

"تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً... أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ." (يو 17: 1، 4- 5)

2. يكشف الوحي أنه من خلال تجَسُد، وموت، وقيامة، وصعود، ورجوع يسوع سيمتد وينتصر إسمه ومجده وحده فى وسط خليقته. إن يسوع وحده هو محور محبتنا لكن هذا ينعكس على مجد الآب والروح أيضاً.

"لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ،وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ." (فى 2: 9- 11) (كذلك؛ إش 2: 17- 19؛ 2تس 1: 6- 10)

"فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ ... لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ." (كو 1: 16- 18)

‌ب- مجد يسوع

1. إن العلاقة الحميمة بيسوع ليست مجرد غيرة عادية – بل هى الرغبة والشغف فى رفعة شخص. إن سعي لتمجيده في كل الأشياء، هو الهدف الأعلى للإنسانية.

2. إنه أمر هائل وكبير، وهو ليس بسيط أو مجرد. فنحن نكرمه من خلال أربع أسس صلبة وراسخة من نواحى وجودنا:

° الولاء – الطاعة لوصايا الله، الولاء والتضحية لأجل تحقيق أهداف الله، الإتفاق مع طرقه، واكتشاف – بكل تواضع – أنه هو خالقنا، وحافظنا، ومُسدد إحتياجنا.

° الإهتمام – إعطاء الأولوية والإنشغال بالله فى أفكارنا وفى طريقة إستغلال وقتنا، الأمر الذى بدوره يحدد إستغلال مواردنا وطاقتنا وأموالنا.

° المشاعر – إن مشاعرنا ترتبط إرتباط وثيق بالأمور التى نوليها إهتمامنا ونُجِلَّها. إن يكون يسوع أثمن وأغلى عندنا، وهو موضوع إهتمامنا العميق.

° الشغف – إن الله هو المعبود الوحيد – من نُكرمه ونحمده بثمر شفاهنا، والتصرفات النابعة عن تكريس ومحبة وابتهاج.

‌ج- المحبة والمجد

1. هذه البنود الأربعة الكبيرة يُعبر عنها بعلاقة المحبة. إن الطريقة التى يدعونا بها الوحي لنمجد الله هى نفس الطرق التي أشار لنا يسوع بها على المحبة:

"فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى." (مر 12: 29- 30 ) (مقتبس من تث 6: 4- 5)

2. إن الدعوة المتأصلة أن نمجده فى كل شئ ونحبه فى كل شئ؛ نراها فى اللغة المتشابهة التى صيغ بها الكلام فى تثنية للدعوة لعبادة الرب.

"فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلا أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ وَتُحِبَّهُ وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ ..." (تث 10: 12) (كذلك تث 11: 13؛ 28: 47؛ 30: 6، 10؛ يش 22: 5)

3. وهكذا، فليس هناك محل للتساؤل ما إذا كان هدفنا النهائي والأسمى هو أن نُمَجِّد يسوع أو أن نحبه. إن محبتنا ليسوع هي شكل العلاقة التى نسعى من خلالها لأن نمجده فى كل شئ.

‌د- هدف خلاصنا

1. إن الخلاص الذى إختبرناه من خلال يسوع (والتقديس الذى نتج عنه) هو فى الأساس بغرض تحريرنا من سلطان الجسد المُقَيِّد لنا بعمل الخطية، حتى نتمكن من تتميم الغرض الذى خُلقنا لأجله وهو تمجيد يسوع والشوق لمجئ يوم الرب الذى فيه سيعلو ويتمجد هو وحده.

"لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ." (2كو 5: 14- 15)

2. إن الشغف المُتزايد بجمال يسوع ومحبة طبيعته الثمينة؛ هو ثمرة التغَيُر الحقيقي فى الحياة. إن هذا الثمر فى داخل النفس هو عمل مُعجزى يستحيل بدون قوة الروح القدس فى الميلاد الجديد. والنتيجة أن نتحرر من الخطية ويُضئ لنا الجمال حتى نتقدس كآنية للعبادة، ونحيا لمجد يسوع فى كل شئ.

"فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ." (1كو 10: 31)

"إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ." (1بط 4: 11)

- IIIتنمية العلاقة الحميمة مع يسوع

‌أ- طلب المحبة

1. يمكن الوصول للشغف الذى يستحوذ علينا بالكامل فى طلب مجد يسوع والمحبة الآكلة له؛ بقدر إدراكنا لقيمة يسوع. نستطيع أن نحبه بالتمام إذا كنا نقدره حق قدره الأسمى.

2. وهذا التقدير يحدث فقط من خلال الرؤية والمعرفة. لا سبيل للمراوغة حول أهمية وضرورة الوصول لمعرفة حقيقية عن يسوع (2بط 1: 8؛ 3: 18)

"بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ ..." (فى 3: 8)

‌ب- الضرورة المُلِّحة أن نعرف

إن الإعلان الرسولي عن الرب يسوع المسيح هو الوقود الحقيقي للمحبة والعبادة، ولابد أن يكون هو شغلنا الشاغل. لابد أن نصبح منشغلين بالبحث عن غنى معرفة المسيح التى لا تُستقصى: تجسده، حياته، مشاعره، بره (بلا خطية)، صليبه، قيامته، صعوده، تتويجه، ألوهيته، ومجيئه.


مريم من بيت عنيا: تختار محبة وإخلاص مفرط ليسوع (لوقا 10)

-Iالأولوية الأولى لله: أن نحب الله من كل قلوبنا

‌أ- يُعيد الروح القدس الوصية الأولي لمكانها الأول فى الكنيسة فى كل العالم. بنعمة الله علينا أن ننمى بوعى قدرتنا أن نتجاوب مع الله بمحبة مُخلصة من قلب كامل.

"فقال له يسوع تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى الْعُظْمَى." (مت 22: 37 -38)

1. أن نحب الله من كل القلب هى الوصية الأولى لأنها الأولوية الأولى لله. تدعى الوصية الأولى وليس "الأختيار الأول". الكلمة المقدسة تُعلن ان المحبة المُفرطة بقلب كامل مخلص لله هى أسمى وأعظم أسلوب للحياة.

2. أن نحب الله من كل القلب هى الوصية العظمى لأن لها تأثير عظيم. تؤثر على قلب الله، حياتنا، وحياة من نحب فى هذا الدهر وفى الأبدية.

‌ب- كانت كنيسة أفسس من أعظم مراكز النهضة فى الكنسية الأولى (أعمال 19 -20). ولكنهم لم يواصلوا العذوبة فى محبتهم ليسوع. أصبحوا عاملون لدى الله أكثر من مُحبين لله. "المحبيين دائما ما يعملوا أكثر من العاملين".

"اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ.. وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ. لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ ... وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ." (رؤ 2: 1 -5)

‌ج- خدمة الله والآخرين بدون أساس من التكريس المفرط ليسوع عادة ما تقود للإستنزاف والإحباط. لذا خدمتنا لا تستمر بتواصل على مدار عقود. بدون أن نلتقى بقلب يسوع فى محبة (العلاقة الحميمة مع الله) عادة ما نعمل كعبيد بدلاً من كالعروس التى تنتعش بالمحبة بينما تعمل. محبتنا ليسوع بينما نعمل ونطيع تُحررنا من الجهاد.

‌د- فى رغبة لمواكبة اتجاهات الخدمة الشائعة، البعض يقوم بتغيير مسارة فى الخدمة بطريقة منتظمة. علينا ألا نأخذ تركيز خدمتنا من الإتجاهات الشائعة، بل من كلمة الله. غير متروكين لتخمين ما يُسر قلب الله. هو يريدنا ان نضع الوصية الأولى فى المكانة الأولى.

‌ه- أولوية عدو الخيرالأولى ضد الكنيسة أن يقودنا بعيداً عن أن ننمى قدرتنا للتجاوب مع الله فى محبة مخلصة وتكريس مفرط. لو قادنا إبليس بعيداً عن نقاء تكريسنا وإخلاصنا ليسوع، ستفشل محبتنا وخدمتنا للآخرين لاحقاً.

"وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ." (2كو 11: 3)

‌و- هل تتذكر شعور الفرح بعطاء نفسك بالكامل ليسوع عندما سمعت الدعوة للتكريس المفرط ؟ يريد الرب ان تتجدد عذوبة الحب داخلنا مراراً وتكراراً. و هذا يستلزم تنمية تجاوب مع المحبة لله. علينا أن لا نقبل أي بدائل للمحبة الأصيلة وألا ندع أختبارنا يصغر ويُحد الى مجرد لغة التكريس دون حياة التكريس.

-IIالإخلاص والتكريس المفرط لمريم التى من بيت عنيا: تتغذى على الكلمة

"وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً فَقَبِلَتْهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مَرْثَا فِي بَيْتِهَا. وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ. وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» فَأَجَابَ يَسُوعُ: مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا." (لو 10: 38 -42)

‌أ- جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ: أكد الروح القدس، أن مريم جلست عند قدمى يسوع لتسمع كلمته (لو 39:10). وصفت مريم ثلاث مرات فى الكلمة المقدسة. وفى كل مرة يُسلط الروح القدس الضوء على أنها جالسة عند قدمى يسوع (لو 10: 39، يو 11: 32، 12: 3). عندما نتغذى بصورة منتظمة على كلمة الرب نستمر فى علاقة عذبه مع الله وإثمار فى خدمتنا.

‌ب- مُرْتَبِكَةً: كانت مرثا مرتبكة بخدمة كثيرة (لو 40:10). تدعونا الكلمة المقدسة أن نخدم كثيراً وأن نساعد فى تسديد الإحتياجات بصورة عملية. وناشدت مرثا هذه الدعوة المنطقية لتلبية إحتياجات الناس بالخدمة فى المطبخ. لم يُصححها يسوع بسبب خدمتها ولكن بسبب خدمتها بروح خاطئة. يصف الأخ لورانس فى كتابه "ممارسة حضور الله" قلب الإنسان المنشغل بالله بينما يداه منشغلة بالخدمة والعمل. الإرتباك أمر شائع بيننا جميعاً ولكن الروح القدس يريد أن يُصححنا من أن نستمر فى الإرتباك.

‌ج- الحاجة الى واحد: قال يسوع لمرثا أن مريم صنعت الأمر الوحيد الذى نحتاجه (لو 42:10) بكلمات أخرى كانت مريم جادة فى تلبية الدعوة لتنمية قدرتها على التجاوب مع الله فى محبة بتكريس مفرط. هذه هى الحاجة الوحيدة، الأمر الوحيد الذى ليس فيه مساومة. لماذا ؟ عندما نضع هذا فى مكانه يكون لنا التمييز الكافى والتصميم للإستمرار فى المحبة والطاعة فى كل المجال فى حياتنا وخدمتنا. بينما نجلس عند قدمى يسوع، نوجه نفوسنا لإستقبال معونة الله التى لا غنى عنها فى التعامل مع كل أمور حياتنا وتدبيرها. إذا كان هذا الأمر ليس في مكانه، إذاً سيتم تخيم قراراتنا الأخرى.

‌د- النصيب الصالح: أعلن يسوع أن مريم إختارت النصيب الصالح (لو 42:10). رسخ يسوع أهمية هذا الأمر بإشادته بإسلوب الحياة هذا. هذا أساس حكيم وصالح لحياتنا لنبنى علاقتنا وخدمتنا للآخرين عليه. من لا يوافق على هذا فهو يختلف مع يسوع.

‌ه- إختارت: أعلن يسوع أن مريم إختارت إسلوب الحياة هذا (لو 42:10). علينا أن نختاره نحو أيضا. لا يستطيع أحد أن يختاره عنا. لكى ينمو القلب في تكريس مُفرط ليسوع يحتاج إلى وقت وجهد. علينا أن نتعمد تنمية المحبه فى القلب لأنها ببساطه لا تنمو من تلقاء نفسها.

‌و- لن ينزع منها: تنبأ يسوع أن قلب مريم المُخلص فى التكريس لن يُنزع منها (لو 42:10)، ماذا يعنى هذا ؟ أولاً: هذه النعمة لإسلوب حياة من التكريس المُفرط يمكن أن يستمر طوال حياة مريم، إذا إستمرت مريم فى إختياره. الإستمرار بهذا التركيز طوال الحياة أمر نادر.

ثانياً: أمام كرسى المسيح ستكافأ حياتها المُكرسة (1كو 3: 14). مريم إمرأة صغيرة فى السن وغير متزوجه، لم تُذكر البته فى سفر أعمال الرسل ولا فى تاريخ الكنيسة. لم تعرف فى البلاط الملكى الإنسانى بسبب خدمتها. ولكن ستُعرف للأبد فى البلاط الملكى السماوى لمحبتها العميقة المُفرطة ليسوع.

-IIIالجلوس عند قدمى يسوع لسماع كلمته: الصلاة بالكلمة المقدسة بينما نقرأها

‌أ- ليس كافياً أن ندرس الكتاب المقدس – علينا أن نتكلم مع الله بينما ندرسه. دراسة الكتاب تهدف الى ان تقودنا لنتحاور مع الله بينما تعطينا "مادة الحوار" لحياة الصلاة. تقدم لنا اللغة التى نستخدمها بينما نتكلم معه. استخدامنا للكتاب المقدس والتكلم مع الله بالكلمة المقدسه يجعل الصلاة سهلة وممتعة. فهى تُطعى حوارنا مع الله جهارة.

"فتِّشُوا الْكُتُبَ (الكلمة المقدسة) لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. ولاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ." (يو 5: 39 -40)

‌ب- دعانا يسوع لنثبت فيه. أساس هذه الحقيقه هى أن نتكلم معه. أفضل طريق لهذا هو أن نصلى الكلمة بينما نقرأها، ببساطه نتكلم معه بالحق بينما نقرأه. (موارد مجانية: كيف نتأمل فى الكلمة وكيف نصلى الكلمة بينما نقرأها: أنظر MikeBickle.org

"الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ (يتكلم معى) وَأَنَا فِيهِ (أنا أثبت أو أتكلم معه) هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً ... إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ (تكلمتم معى) وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." (يو 15: 5 -7)

‌ج- هناك فئتين عريضتين من الحق الكتابى المرتبط بالصلاة من الكلمة بينما نقرأها (التأمل فى الكلمة المقدسة)

1. المقاطع من الكلمة المقدسة التى تٌركز على وعود "الأيمان" (الله يحبنا، يغفر لنا، يقودنا، يحمينا ...)

2. المقاطع من الكلمة المقدسة التى تُشجعنا على "الطاعة" (أن نحيا فى نقاء أو نخدم الآخرين ...)

‌د- نتحاور بفاعلية مع الله بينما نصلى الوعود التى فى كلمته والتى نؤمن بها.

1. أولاً: نشكر الله من أجل "حق" معين نحول هذ ا "الحق" لإعلانات بسيطة من الشكر والثقة. مثال لذلك نقول: " شكرا لانك تحبنى لأنك غفرت لى" أو ببساطة نعلن "أثق فيك لأنك تقودنى، تحمينى، تسدد إحتياجاتى".

2. ثانياً: نسأل الله أن يُعلن (يطلق) "حق" معين لنا. نسأل الله أن يُطلق روح الإعلان (أف 1: 17) مثال لذلك، نصلى "أبى، إعلن لى يقين تسديدك لإحتياجاتى، مقدار حبك لى، كيف سبيت قلبك" أو "أبى أطلق لى أرشادك، وتسديدك للإحتياجات وحمايتك التى وعدت بها".

‌ه- نتحاور بفاعلية مع الله بينما نصلى الحق المُعلن فى كلمته والذى يُشجعنا لنطيع الكلمة

1. أولاً: نلتزم بأن نطيع الله بالصورة المُحددة المشار إليها فى مقطع الكلمة المقدسة. إعلن عن عزمك أن تطيع الكلمة بينما تقرأ مقاطع عن الطاعة. مثال لذلك إعلن "أضع فى قلبى أن أحبك و أطيعك بكلامى، ووقتى ومالى" أو "أجعل فى قلبى أن أحبك مثل داود وأن أحتمل المشقة مثل بولس"

2. ثانياً: نسأل الله ان يؤيدنا بالقوة لنطيع حق مُعين نراه فى الكلمة المقدسة. إسأل من الله المساعدة ليعطيك حكمة وحافز وقدرة لتطيع فى أمور محددة. مثال لذلك، صلى "أبى ساعدنى لأحبك، لألجم لساني، لأستخدم وقتى ومالى بطاعة كامله" "أبى أيدنى بقوة بنعمتك لأحبك مثل داود"

-IVالتكريس المفرط لمريم التى من بيت عنيا: "تهدر وتتلف" حياتها

"وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ.. وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ [مريم التى من بيت عنيا (يو 12: 3)] مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ ... وَكَانَ قَوْمٌ (الرُسل) مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا: «لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ (أجر سنة كاملة) وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». وَكَانُوا (الرُسل) يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهَا! ... قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً ... حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا»." (مر 14: 3 -9)

‌أ- كَثِيرِ الثَّمَنِ: كان ثمن الطيب ثلثمائة دينار (أجر سنة كاملة) قال يسوع لتلاميذة أنه سيُصلب بعد يومين (مت 26: 2) يبدو أن مريم كانت الوحيدة التى سمعت ما قاله يسوع ولذا سكبت طيبها عليه (رائحة الطيب كانت على كليهما عند الصليب).

"فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ." (يو 12: 3)

‌ب- كسرت مريم أغلى كنز أرضى لديها على من كان أعظم كنز لها. غالباً ما كان هذا الطيب ميراثها، لذا يُمثل ضمانها المادى. أتصورها تقول لأصدقائها "لدى يسوع، هو خير كفايه لى. مستقبلى فى يديه".

‌ج- يُؤَنِّبُونَهَا: أحتكم الرسل لمبدأ خدمة الفقراء لينتقدوا محبتها المفرطة. أحتكموا الى تكليف كتابى لخدمة أحتياجات الفقراء. كل من يحب يسوع مثل مريم سينال نقد وتأنيب من مَن يحبوا الخلاص ولكن لا يحبوا يسوع بعمق.

‌د- لِمَاذَا هذا الإتَلاَفُ: يُري أي إزدياد عن الحد الأدنى للإلتزام أنه "إتلاف لا ضرورة له". يرى البعض، أن نتلف على يسوع "مال، مواهب موسيقية بارعه، أو ذكاء بارع له فرص عمل جيدة"، أنه إتلاف لحياة الإنسان لا داعى له.

‌ه- اتْرُكُوهَا: دافع يسوع عن مريم مثلما دافع عن يوحنا المعمدان (مت 11: 19) سيدافع يسوع ويحامى فى هذا الدهر وبالأخص فى الأبدية عن إسلوب الحياة الممتلئ من التكريس المفرط له.

‌و- عملاً حسناً: فى السنة السابقة (لوقا 10) مدح يسوع مريم لأنها إختارت "النصيب الصالح" عندما جلست عند قدمى يسوع تسمع كلامه، بهذه الطريقة تنمي مريم تاريخها الشخصى مع الله.

‌ز- مبدأ: ينبع التعبير الغير مألوف عن التكريس، من تنمية روح من التكريس والمحبة كإسلوب للحياة. إختيارها الصالح فى أن تسمع كلام يسوع أعدها لإختيارات صالحة أخرى.

‌ح- تذكاراً: يتذكر الكثيرين تكريس مريم المفرط، لأن الله يتذكره.

‌ط- ما الذي تُنفق وتُتلف حياتك عليه؟ من لديهم رغبة فى حياة من التكريس المفرط ليسوع لا يكتفوا بالحد الأدنى المطلوب للخلاص. بل يسألوا "ما هو أعلى وأعظم أمر يعطينى الله نعمة فيه، لأقدمة له ؟" أو "إلى أى حد من التكريس ستجعلنى اسير فيه ؟" يقدموا نفوسهم لله بدون النظر للتكلفة. الأغنياء يحصلوا على ما يريدوا بدون النظر إلى التكلفة. لا ينظروا الى السعر بينما يقوموا بشراء الملابس او السيارات ... ألخ. كيف تنفق حياتك ؟ لتكن رؤية حياتك أن تسكب نفسك امام يسوع مثلما فعلت مريم. قال هادسون تايلور "سريعاً ما تكون حياة الفرد امر مضى، ما يبقى هو ما عٌمِلَ ليسوع"


شخص بتكريس وحب كامل للرب

I. الأولوية الاولى لله: أن تحب الرب من كل قلبك

"فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى." (مت 37:22-38)

‌أ- الروح القدس يُجدد مكان الوصية الاولى الى المكان الاول في الكنيسة حول العالم. علينا ان نقصد ان ننمي قدراتنا ان نتجاوب مع الله بمحبة من قلب كامل.

‌ب- محبة الله من كل القلب هي الوصية الاولي لانها الأولوية الاولي لله. لم يقل يسوع أنها الاختيار الاول ولكنها وصية. الله يرى ان هذا أعظم وأعلى أسلوب تجاوب للقلب يحيا به اي شخص. الكلمة المقدسة توضح ان محبة الله من قلب كامل هي اعلي واعظم مستوى لإسلوب الحياة. محبة الله هي في حد ذاتها "نهاية مجيدة" نحتاج الى اعلان عن سيادة الوصية الاولى (لأنها ستكون المقياس أمام كرسي حكم المسيح).

‌ج- محبة الله بكل القلب هي اعظم وصية لانها الاعظم في تاثيرها. محبة الله لها دائما تأثير عظيم على قلوبنا لانها تقودنا ان نحب انفسنا ونحب الآخرين (مؤمنين وغير مؤمنين) عندما ننمو في محبتنا لله بقلب كامل سنحب انفسنا والآخرين أكثر جداً. محبة الله هي وسيلة ديناميكية للنهاية. هناك مناقشة خاطئة تدعونا ان نختار بين الوصية الاولي والوصية الثانية.

‌د- الخدمة الغير مؤسسة على التكريس الكامل والمحبة الباهظة لله تؤدي الى الإعياء والاستنزاف، خيبة الامل والجروح. لذا الخدمة لن تثبت عبر عقود (عشرات السنين) رأيت كثيرين سعوا لخدمة الآخرين في خدم استمرت 3-5 سنوات ولكن لم تثبت اكثر بسبب الإعياء والاستنزاف.

‌ه- عندما نعمل بدون علاقة حميمة نعمل كعبيد. العروس تنتعش وهي تعمل وتكدح. عندما نكون في عبادة فى عملنا وطاعتنا نتحرر من المكافحة في الخدمة.

‌و- كنيسة افسس كانت واحدة من اعظم مراكز النهضة في الكنيسة الاولي (اع 19-20) و لكن لم يحتفظوا بالعذوبة في محبتهم ليسوع. صاروا عاملين عند الله اكثر من محبين لله. المحبين دائما يعملوا اكثر جداً ويتفوقوا على العاملين.

"اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ ... أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ...وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ. لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا." (رؤ 1:2-5)

‌ز- تنمية قلب يستجيب بمحبة وتكريس كامل ليسوع يحتاج الي وقت وجهد هو امر نتعمد القيام به. المحبة لا تزداد او تنموا اوتوماتيكياً ولكنها تضمحل وتقل اوتوماتيكياً الا اذا تعمدنا ان ننمي القلب فى حساسية وتجاوب مع الله.

‌ح- الكلمة المقدسة تؤيد الحكمة في اسلوب حياة يُركز علي تنمية التكريس لله. يُقدر الله ويحترم ويتذكر و يكافئ هذا. بالرغم ان العالم يسمي هذا النوع من التكريس ضعف وحماقة.

"بَلِ اخْتَارَ اللهُ (من يقال عنهم) جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ وَاخْتَارَ اللهُ (من يقال عنهم) ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ." (1كو27:1)

‌ط- هل تتذكر عندما شعرت بالفرح في الاستسلام الكامل ليسوع عندما سمعت لاول مرة دعوته للتكريس والمحبة الكاملة. الرب يريد ان يعود لنا التلذذ والإنتعاش في المحبة. وهذا يستلزم منا ان ننمي تجاوب في قلوبنا لمحبة الله. لا تقبل اي بديل للامر الحقيقي. لا تقبل ان يقل اختبارنا الي مستوي الكلمات فقط عن التكريس والمحبة.

‌ي- اولوية عدو الخير الاولي ضد الكنيسة هي ان يقودنا ويضلنا عن ان ننمي قدراتنا ان نكون متجاوبين مع لله بمحبة من قلب كامل وتكريس حقيقى. لو نجح عدو الخير ان يضلنا عن النقاء في تكريسنا ليسوع فخدمتنا ومحبتنا للآخرين ستضعف وتخفق في آخر الأيام.

"وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ (نقاء التكريس) الَّتى فِي الْمَسِيحِ." (2كو3:11)

‌ك- في رغبة ان نجاري الإتجاهات المتبعة فى خدمة، بعض الناس يغيروا إتجاه الخدمة بإنتظام. لا نأخد التوجه فى خدمة من الاتجاهات الشائعة ولكن نأخذها من كلمة الله لأنها مصدر الحكمة الموثوق به في عالم مظلم. لا نُترك في محاولة لتخمين ما يرضى قلب الله هو يريد ان نجعل الوصية الاولي اولاً.

"نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا." (مز7:19-9)

II. التكريس الكامل لمريم التي من بيت عنيا: ممتلئ من الكلمة

"وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً فَقَبِلَتْهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مَرْثَا فِي بَيْتِهَا. وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ. وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي. فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا." (لو 38:10-42)

‌أ- اكد الروح القدس ان مريم جلست عند قدمين يسوع تسمع لكلماته (لو 10:39) عندما نتغذي على الكلمة نبقي في انتعاش في علاقتنا بالله و مثمرين في الخدمة. توصف مريم 3 مرات في الكلمة المقدسة و في كل مرة يلقي الروح القدس الضوء علي انها جلست عند قدمي يسوع (لو 10:39 ، يو 11:32 ، 12:3). كانت مريم صغيرة في السن وغير متزوجة و لم تُذكر ثانياً في سفر اعمال الرسل او في تاريخ الكنيسة. لم يكن لها خدمة بارزة مُعلنة ولكنها كانت معروفة في موازين السماء بالرغم انها لم تكن معروفة في موازين البشر على مدى حياتها.

"فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ." (يو32:11)

"فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ." (يو3:12)

‌ب- الكلمة تخلق حوار حي فعال في قلوبنا مع الله. نقرأ – نصلي الكلمة او نتحدث مع يسوع اثناء قراءتنا لها. نشكره علي الحق المُعلن ونحن نسأله إعلان أعمق للحق ونتعهد ان نطيع الحق ونحن نسأله معونة بالروح للطاعة الكاملة.

"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ ... " (عب12:4)

‌ج- لو أن لنا أوقات منتظمة مع الكلمة خلال اليوم في أثناء ما تنشغل انفسنا بالعمل والخدمة لن تذبل ارواحنا في رحلتنا مع الله.

"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ." (مز1:1-3)

‌د- الكلمة المغروسة تحرر نفوسنا من قيود النجاسة.

"لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ (تحرر بطريقه فوق طبيعيه) أنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ." (يع 21:1)

"إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ." (يو 7:15)

‌ه- يوجد 3 عناصر أساسية ضرورية لتسكن الكلمة في حياتنا بسلطان وغنى.

أولاً: نختار ان نسعى وراء الله بروح طاعة وإيمان ومحبة مكرسة.

ثانياً: نغذي قلوبنا بأستمرار على الكلمة (نغرس الكلمة في قلوبنا ) من خلال التأمل.

ثالثاً: نحتاج إلى عمل الروح القدس ليحول التأمل إلي إعلان حي (يحول الماء الى خمر - يوحنا 2) ليخلصنا ويحررنا من الرغبات الآثمة. يجب أن يكون لنا علاقة مع الروح القدس بالتكلم معه.

مُلخص للعناصر الثلاثة: نطيع الله – نتغذي على الكلمة – نتحدث إلى الروح القدس

‌و- كانت مرثا مرتبكة ومتحيرة بخدمة كثيرة (لو 40:10). الكتاب يدعونا أن نخدم كثيراً وأن نساعد في تسديد إحتياجات الآخرين بطريقة عملية. مرثا طلبت على أساس هذه الدعوة الصحيحة لتسديد الإحتياجات بأن تخدم مريم في المطبخ. لم يصحح يسوع مرثا لانها كانت تخدم ولكن لانها كانت تخدم بروح خاطئة. في كتاب الأخ لورانس "ممارسة حضور الله" يصف قلب الإنسان منشغل بالله بينما تكون يداه منشغلة بالخدمة.

‌ز- كثيرون يعيشون مُشتتين بسبب الخدمة أو بسبب التسلية الكثيرة التي ينغمسوا فيها أو من مجرد عدم النظام في إدارة وقتهم. كونهم مشتتين ليس جرماً ولكن الخطأ هو بقاؤنا مشتتين بعد أن يواجهنا الرب بهذا.

‌ح- قال يسوع لمرثا ان مريم عملت الامر الوحيد المطلوب (الآية 42) بكلمات آخرى مريم أخذت بجدية الدعوة أن تنمي قدراتها على الاستجابة لله في محبة. هذا هو الأمر الوحيد المطلوب الأمر الوحيد الذي لا يمكن التفاوض فيه لماذا؟ عندما يكون تكريسنا في مكانه الصحيح يكون لنا التمييز والتصميم على الثبات في المحبة والطاعة في كل الامور الآخرى في حياتنا والخدمة. عندما نجلس عند قدمي يسوع نكون في مكان نستقبل فيه معونة الله التي لا نقدر بدونها أن تكون القضايا الآخرى في حياتنا في مكانها الصحيح. ستكون قراراتنا الآخري منهكة لأن حكمنا سيكون مُعتم إذ لم نحيا حقيقة "الحاجة إلى واحد".

‌ط- مريم إختارت النصيب الصالح. يجب علينا أن نختار هذا النصيب. لا يقدر أحد أن يختاره لنا. يسوع نفسه رسّخ أهمية هذا الأمر بأنه وصف وضع قلوبنا هذا، بالأمر الوحيد المطلوب أو الحاجة الوحيدة والطريق الصحيح (الحكيم والفعّال) لحياتنا. الجميع في الكنيسة يمكن أن يناقش ويجادل أهمية الحياة بهذا النوع من التكريس أم لا. ولكن يسوع رسّخ أهمية هذا الأمر بحكمته السماوية.

‌ي- تنبأ يسوع أن هذا النصيب الصالح لن ينزع من مريم (الآية 42) هذا الطريق الصالح ثبت طوال حياتها. نادراً ما يقدر شخص أن يكون له ثبات فى التركيزعلى التكريس طوال حياته.

‌ك- تعريف الحياة بكمال وجذرية امام الله هو أن يكون لنا ثبات في مسيرة حية مُلذة مع الرب عبر عقود من الزمان. لا نكون جذريين فى حياتنا لأننا عملنا أمر غير مُعتاد لبضع اسابيع أو شهور. داود ثبت في محبته الحميمة لله عبر السنين. وإشارة إلى ذلك بأنه إستمر يطلب وجه الرب كل ايام حياته.

"وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ." (مز4:27)

‌ل- ثبت دانيال في حياة الصلاة بمحبة شغوفة لله عبر السنين (من 16 سنة إلى 82 سنة).

"وَكَانَ دَانِيآلُ إِلَى (استمر) السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ الْمَلِكِ." (دا 21:1) (من 605 إلى 539 ق م أي 66 سنة)

"دَانِيآلُ ... فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَصَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلَهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذَلِكَ (فى ايامه الاولى)." (من 605 إلى 539 ق م أي 66 سنة) (دا 10:6)

III -التكريس والمحبة الباهظة المسرفة لمريم التي من بيت عنيا: أنفقت حياتها

"وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ (مريم التي من بيت عنيا يو 12: 3) مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ (عطر). فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ (الرسل) مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا: لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ (أجر سنة) وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ. وَكَانُوا (الرسل) يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً... اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا." (مر 3:14-9)

‌أ- ناشد الرسل بخدمة الفقراء كسبب ليستخفوا بعطاء مريم الباهظ للرب وقالوا هذا إتلاف. ناشدوا بأمر الكلمة المقدسة لخدمة الفقراء وتسديد احتياجاتهم العملية الطبيعية.

‌ب- برأ يسوع مريم (الآية 6) وسيبرئ يسوع ويساند طريقة الحياة التي تنمي قلب يستجيب لله في محبة. ما عملته مريم من تعبير عن المحبة والتكريس مذكور طوال التاريخ.

مبدأ أساسي: الأعمال غير المألوفة التى تعبر عن المحبة والتكريس تنبع من تنمية روح جذرية في التكريس كأسلوب للحياة.

‌ج- كلنا نعرف هذه الحقائق ولكن الكتاب المقدس يدعونا أن نجدد المعرفة في قلوبنا. فقداننا للعذوبة والانتعاش في علاقة المحبة مع يسوع أمر مألوف.

"هَذِهِ أَكْتُبُهَا الآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً ... فِيهِمَا أُنْهِضُ بِالتَّذْكِرَةِ ذِهْنَكُمُ النَّقِيَّ." (2بط 1:3)

‌د- ويتسائل من يطلب التكريس الحقيقي للرب يسوع: ما هو أكثر وأعظم ما أستطيع أن أقدمه للرب بمعونة نعمة الله؟ لا نرضى بأدنى متطلبات الخلاص. لا نسأل: ما هو أقل المطلوب؟ كيف أستطيع أن أعيش بأقل المطلوب مني؟

"لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ." (2اخ 9:16)


داود: التجاوب مع سوء المُعاملة

I- كيفية التجاوب بتقوى لسوء المعاملة والصراعات الشخصية

‌أ- واحدة من أهم الجوانب فى حياتنا الروحية هى كيفية التجاوب مع سوء المعاملة. سوء المعاملة أمر المرء يتعرض له مرات عديدة على مدار الحياة. بعضنا يرجو باطلاً أن نأتى الى وقت فى الحياة حيث يكون سوء المعاملة أمر نادر

‌ب- لو تجاوبنا بالطريقة الصحيحة سوف نخطو أعمق مع الرب. لو تجاوبنا بطريقة غير صحيحة رواسب من المرارة سوف تتراكم عبر الوقت تؤدى الى فتور ودنس فى نفوسنا

‌ج- مبدأ أساسى: لسنا لأنفسنا لأن المسيح إشترانا وهو الآن يملكنا. لذا هو مسئول عنا. هو يملك علاقاتنا، أموالنا، سمعتنا، الصحة الجسدية، المكانة والتأثير فى الخدمة... ألخ. اذاً هو المسئول أن يكون المصدر فى هذه الدوائر.

"أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ ... أَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ" (كو 19:6-20)

‌د- عادةً المؤمنين الذين يحبون المسيح ما يبقون على هذه الدوائر فى أيديهم وتحت تحكمهم بدل ما يحولوا حقوقهم فى ما يستحقونه فى يدي الرب.

‌ه- داود واحد من أبرز الأمثلة فى كيفية التجاوب بصورة صحيحة عند سوء المعاملة. هذه واحدة من أقوى جوانب حياته الروحية. مزمور 31 هو المزمور التقليدى لكيفية تجاوب داود مع الرب عندما يُساء معاملته. يعطينا فكرة عن كيفية تجاوب داود لسوء المعاملة.

‌و- فى يديك أستودع روحى: تعنى إستوداع أهم الأمور فى حياتنا له. هذه واحدة من القيم الأساسية على مدار حياة داود. من خلال ذلك، داود أدخل الله في الصراع. هذا كان جزء هام من الحرب الروحية عندما يكون لداود فى أوقات صراع شخصى.

"فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي ... " (مز5:31)

"فِي يَدِكَ آجَالِي ... " (مز 15:31)

‌ز- "روحى" تعنى كل شئ يمس روحه بطريقة عميقة كـ: علاقاته، أمواله، سمعته، صحته الجسدية، المكانة والتأثير فى الخدمة. إستوداع هذه الأمور فى يدىّ الرب تعنى عمل معاملات عميقة فى القلب مع الرب التسليم التام لقيادة الرب. لأن كل هذه الأمور خاصة بالرب لذا هو مسئول عنها.

‌ح- هذا يتضمن بإستمرار نقل حقوقنا الشخصية في يديه مع وعده أن يكون مسئول عن كل الأمور. بما أن كل أموالنا موضوعة فى يديه، إذا سُرقت فقد سُرقت منه هو مسئول عن إعادتها.

‌ط- نحن نستودع الكل لملكيته وهو يتعهد أن يكون مسئول عنها. داود كان واثق أن الرب سيتدخل ليُقيم إرادته (جدوله) بطريقته وفى توقيتاته. الرب عادةً ما يجاوب صرعاتنا بطريقة وفى توقيت مختلف عما كنا نتوقعه. فى يديك أستودع روحى تعنى قبول ما يفعله الرب فى الموقف.

‌ي- فى أشد الأزمات فى حياة يسوع، إستخدم واحدة من قيم الحياة الأساسية لداود. لما إسودع يسوع روحه فى يدى الآب كان يشير الى أكثر جداً من الصعود للسماء.

"وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي" (لو 46:23)

‌ك- بطرس إستفاض فى شرح معنى أن يسوع إستودع روحه فى يدى الآب

"الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" (1بط 23:2)

1. يُسلم لمن يقضى: تعنى الإيمان أنه سيتدخل لتصحيح الأخطاء بطريقته فى توقيتاته

2. شُتم: تعنى الإهانة او التحدث بطريقة مهينة او ساخرة. هذه إحدى طرق سوء المُعاملة. رد الفعل الطبيعى هو الإجابة بنفس الطريقة المُهينة. البعض يُهمل أن يستودع فى يدى الله الأمور الصغيرة مثل ان يُشتم او يُهان.

‌ل- يجب أن نعطى مكان لغضب الله برفضنا أن ننتقم لأنفسنا

"لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ" (رو 19:12-21)

1. الفكرة وراء الإنتقام تتضمن تلقى العدل "وضع الأمور فى نصبها الصحيح" وتلقى ما هو حق. الأمر يتضمن ما هو أكثر من التعويض او دفع الثمن، الأمر الذى يُطلق عليه البعض الإنتقام. أن نعطى مكان للغضب يعنى نعطى مكان لتدخل الله.

2. لدينا إختيارين إما أن ننتقم لأنفسنا أو أن نثق فى إنتقام (تدخل) الرب.

3. لو إنتقمنا لأنفسنا سيتراجع الرب عن التدخل فى الأمر وسيترك لنا المجال. كثير من المؤمنين بينتقموا لأنفسكم ليتأكدوا أن ينالوا ما يستحقون. مجال النقمة هو للرب (لى النقمة أنا أجازى يقول الرب)، هو عنده من المحبة، الحكمة، القوة للتدخل بأفضل طريقة.

4. الإنتقام لأنفسنا سيد قاسي يمنعنا من الترابط مع الرب بطريقة مُستديمة بسبب الصراع النفسى المُصاحب للإنشغال بالإنتقام لأنفسنا. لو أعطينا المكان لغضب الرب هو سيتدخل ويعطى الكثير فى توقيته وسيُغير قلوبنا فى المشوار نفسه.

‌م- فى كل مره نتعرض لسوء المُعاملة فرصة للدخول الى العمق وإستقبال المزيد من تدخلات الرب فى الظروف الخارجية. ضع فى قلبك ان لا تفقد فرصة للتغيير. أريد إقصى تأثير على قلبي. أريد الدخول الى العمق مع الرب. أريد تدخل يسوع ليعطيني مقدار كامل من ما ينوي ان يعطيني. اريد التحول الداخلي الكامل، وكذا التدخل الخارجي الكامل.

II- داود وشاول

‌أ- الإصحاحات الأساسية لتدريب داود فى مدرسة شاول هم: (1صم24) فى برية عين جدي، و(1صم26) فى برية زيف. الحادثتين يفصلهم بضعة أشهر ولكن لهم نفس الرسالة. فى المرتين داود يجد شاول نائم ويمكنه ان يفعل حسبما يريد معه. الله كان يمتحن قلب داود. إمتحان مُفاجئ لم يعلم به داود.

‌ب- حلم داود الأساسي أن يرتبط قلبه بطريقة عميقة مع الله. حلمه الثانوي هو دعوته أن يكون ملك إسرائيل. عادة ما يكون الحلم الأساسى فى قلوبنا هو طلب البركة فى الظروف.

‌ج- الإمتحانات المُفا جئة من الرب تقدم لنا الفرص لإعادة توجيه قلوبنا من أجل تحويل الأمور الثانوية إلى مكانها الصحيح. لتدريب الإيمان لنضع الحلم الأساسي أولاً.

‌د- لو كنت تريد أن تكون مثل داود وعلى حياتك دعوة كدعوة داود حتماً ستلتحق بمدرسة شاول.

‌ه- شاول كان ملك أسرائيل وكان يغار من داود بطريقة مرضية. كان حرفياً مريضاً بالغيرة. علاقته بداود كانت علاقة محبة/كراهية شديدة وقرر قتل داود. كان يعلم ان داود سيأخذ مكانه يوماً ما.

‌و- شاول كان حمى داود، مديره، ملك الأمة، منفذ القانون. سوء المعاملة تضمنت عائلة داود، العمل، الأمة، وحتى وضعه القانوني في الدولة.

III- شاول وداود فى برية عين جدي (1صم24)

‌أ- داود وجد شاول نائم فى مغارة.

"وَلَمَّا رَجَعَ شَاوُلُ مِنْ وَرَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَخْبَرُوهُ: «هُوَذَا دَاوُدُ فِي بَرِّيَّةِ عَيْنِ جَدْيٍ». فَأَخَذَ شَاوُلُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مُنْتَخَبِينَ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَذَهَبَ يَطْلُبُ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ ... وَكَانَ هُنَاكَ كَهْفٌ فَدَخَلَ شَاوُلُ لِحَاجَةٍ لَهُ وَدَاوُدُ وَرِجَالُهُ كَانُوا جُلُوساً فِي مُؤَخَّرَةِ الْكَهْفِ." (1صم1:24-3)

‌ب- داود اوقف رجاله من الإساءة الى شاول. يجب ان نتبع هذا المبدأ في كل العلاقات وليس فقط مع من هم من القيادة.

"فَقَالَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ: «هُوَذَا الْيَوْمُ الَّذِي قَالَ لَكَ عَنْهُ الرَّبُّ:هَئَنَذَا أَدْفَعُ عَدُوَّكَ لِيَدِكَ فَتَفْعَلُ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». فَقَامَ دَاوُدُ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ سِرّاً... فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ, فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ». فَوَبَّخَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِالْكَلاَمِ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَقُومُونَ عَلَى شَاوُلَ. وَأَمَّا شَاوُلُ فَقَامَ مِنَ الْكَهْفِ وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ." (1صم4:24-7)

‌ج- داود تمكن من إقناع شاول بطريقة مؤقتة أنه لا ينوى الإساءة إليه.

"ثُمَّ قَامَ دَاوُدُ بَعْدَ ذَلِكَ وَخَرَجَ مِنَ الْكَهْفِ وَنَادَى وَرَاءَ شَاوُلَ ... هُوَذَا قَدْ رَأَتْ عَيْنَاكَ الْيَوْمَ هَذَا كَيْفَ دَفَعَكَ الرَّبُّ لِيَدِي فِي الْكَهْفِ ... قُلْتُ: لاَ أَمُدُّ يَدِي إِلَى سَيِّدِي لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ... انْظُرْ أَيْضاً طَرَفَ جُبَّتِكَ بِيَدِي. فَمِنْ قَطْعِي طَرَفَ جُبَّتِكَ وَعَدَمِ قَتْلِي إِيَّاكَ اعْلَمْ وَانْظُرْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِي شَرٌّ وَلاَ جُرْمٌ, وَلَمْ أُخْطِئْ إِلَيْكَ, وَأَنْتَ تَصِيدُ نَفْسِي لِتَأْخُذَهَا." (1صم8:24-11)

‌د- داود سلم أمره (قضيته) فى يدي الرب.

"يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَنْتَقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ, وَلَكِنْ يَدِي لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ... فَيَكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيَقْضِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ, وَيَرَى وَيُحَاكِمُ مُحَاكَمَتِي وَيُنْقِذُنِي مِنْ يَدِكَ»." (1صم 12:24-15)

IV- شاول وداود فى برية زيف (1صم26)

‌أ- شاول إستمر فى تتبع داود بـ 3000 رجل

"قَامَ شَاوُلُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ زِيفٍ وَمَعَهُ ثَلاَثَةُ آلاَفِ رَجُلٍ مُنْتَخَبِي إِسْرَائِيلَ لِيُفَتِّشَ عَلَى دَاوُدَ فِي بَرِّيَّةِ زِيفٍ... وَإِذَا بِشَاوُلَ مُضْطَجِعٌ نَائِمٌ عِنْدَ الْمِتْرَاسِ وَرُمْحُهُ مَرْكُوزٌ فِي الأَرْضِ عِنْدَ رَأْسِهِ وَأَبْنَيْرُ وَالشَّعْبُ مُضْطَجِعُونَ حَوَالَيْهِ. فَقَالَ أَبِيشَايُ لِدَاوُدَ: «قَدْ حَبَسَ اللَّهُ الْيَوْمَ عَدُوَّكَ فِي يَدِكَ. فَدَعْنِيَ الآنَ أَضْرِبْهُ بِالرُّمْحِ إِلَى الأَرْضِ دُفْعَةً وَاحِدَةً وَلاَ أُثَنِّي عَلَيْهِ»." (1صم 2:26-8)

‌ب- داود رفض قتل شاول، الرب اوقع سبات عميق على الجميع ليمتحن قلب داود.

"فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ: «لاَ تُهْلِكْهُ, فَمَنِ الَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟» وَقَالَ دَاوُدُ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّ الرَّبَّ سَوْفَ يَضْرِبُهُ أَوْ يَأْتِي يَوْمُهُ فَيَمُوتُ أَوْ يَنْزِلُ إِلَى الْحَرْبِ وَيَهْلِكُ. حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ! وَالآنَ فَخُذِ الرُّمْحَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ وَكُوزَ الْمَاءِ وَهَلُمَّ». فَأَخَذَ دَاوُدُ الرُّمْحَ وَكُوزَ الْمَاءِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِ شَاوُلَ وَذَهَبَا, وَلَمْ يَرَ وَلاَ عَلِمَ وَلاَ انْتَبَهَ أَحَدٌ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً كَانُوا نِيَاماً, لأَنَّ سُبَاتَ الرَّبِّ وَقَعَ عَلَيْهِمْ." (1صم9:26-12)

‌ج- إنتهر داود أبنير قائد جيش شاول لعدم حماية وحراسة شاول.

"وَعَبَرَ دَاوُدُ إِلَى الْعَبْرِ وَوَقَفَ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ عَنْ بُعْدٍ، وَالْمَسَافَةُ بَيْنَهُمْ كَبِيرَةٌ... فَقَالَ دَاوُدُ لأَبْنَيْرَ: «أَمَا أَنْتَ رَجُلٌ, وَمَنْ مِثْلُكَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَحْرُسْ سَيِّدَكَ الْمَلِكَ؟ ... فَانْظُرِ الآنَ أَيْنَ هُوَ رُمْحُ الْمَلِكِ وَكُوزُ الْمَاءِ الَّذِي كَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ». وَعَرَفَ شَاوُلُ صَوْتَ دَاوُدَ فَقَالَ: «أَهَذَا هُوَ صَوْتُكَ يَا ابْنِي دَاوُدُ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «إِنَّهُ صَوْتِي يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ»." (1صم13:26-17)

‌د- داود يسلم امره فى يدي الرب مرة أخرى.

فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ أَخْطَأْتُ. ارْجِعْ يَا ابْنِي دَاوُدُ لأَنِّي لاَ أُسِيءُ إِلَيْكَ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ ... فَأَجَابَ دَاوُدُ ... الرَّبُّ يَرُدُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ بِرَّهُ وَأَمَانَتَهُ, لأَنَّهُ قَدْ دَفَعَكَ الرَّبُّ الْيَوْمَ لِيَدِي وَلَمْ أَشَأْ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ. وَهُوَذَا كَمَا كَانَتْ نَفْسُكَ عَظِيمَةً الْيَوْمَ فِي عَيْنَيَّ, كَذَلِكَ لِتَعْظُمْ نَفْسِي فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَيَنْقُذْنِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا ابْنِي دَاوُدُ فَإِنَّكَ تَفْعَلُ وَتَقْدِرُ. ثُمَّ ذَهَبَ دَاوُدُ فِي طَرِيقِهِ وَرَجَعَ شَاوُلُ إِلَى مَكَانِهِ." (1صم21:26-25)

‌ه- بعد عدة سنوات مات شاول فى معركة (1صم 31، 1اخ 12:10-14)

"فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ ... فَأَمَاتَهُ وَحَوَّلَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى دَاوُدَ بْنِ يَسَّى." (1أخ 13:10-14)


غيرة ومحبة الله للعروس: بحث لاهوتى عن إشتياق قلب الله

غيرة ومحبة الله للعروس: بحث لاهوتى عن إشتياق قلب الله

I. غيرة الله (العريس) على العروس

"هَا أَنَا آتِي سَرِيعاً. طُوبَى لِمَنْ يَحْفَظُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هَذَا الْكِتَاب." (رؤ 22 : 7)

"هَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لِأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ. أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ." (رؤ 22 : 12-13)

"يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهَذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعاً». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ." (رؤ 22 : 20)

أ. يبدأ الكتاب المقدس بسكنى الله مع الإنسان فى جنة عدن. وينتهى الكتاب المقدس بالتعبير عن غيرة الله واشتياقه لإعادة كل شئ وأن يكون مع عروسه إلى الأبد.

ب. يوضح الكتاب المقدس الإتحاد العميق بين الله والكنيسة فى مجيئه الثانى. ويعلن فى (رؤ 22 : 17) عن رجوع الكنيسة إلى هويتها كعروس فى الأيام الأخيرة وصراخها مع الروح القدس لمجئ ملك الملوك يسوع المسيح إلى الأرض مرة ثانية.

II. إعلان جمال ومجد عروس المسيح

"لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ، لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. 8.وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ. وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْحَمَلِ». وَقَالَ: «هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ». فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ»." (رؤ 19 : 7-10)

بعد سلسلة من مقابلات برؤى قوية سُجلت فى 19 أصحاح من سفر الرؤيا، أُعلن للرسول يوحنا جمال عروس المسيح. فقد امتلأ يوحنا من رؤية مصير الله للبشرية وغيرته لكمال الإنسان. إن وجود الحياة بالفعل يستحق كل الألم، والإضطرابات، والإضطهادات، والمعاناة، ... وغيرها ، كما يصف الرسول بوضوح فى:

"لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً." (2 كو 4 : 17)

مُلخص سفر الرؤيا الأصحاحات من 2 – 19 (المصدر: Nelson Outline):

الجزء الثانى "الأشياء الكائنة (الحاضرة)" (رؤ2 : 1 – 3 : 22):

1. الرسالة إلى أفسس 2 : 1-7

2. الرسالة إلى سميرنا 2 : 8-11

3. الرسالة إلى برغامس 2 : 12-17

4. الرسالة إلى ثياتيرا 2 : 18-29

5. الرسالة إلى ساردس 3 : 1-6

6. الرسالة إلى فيلادلفيا 3 : 7-13

7. الرسالة إلى اللاودكيين 3 : 14-22

الجزء الثالث "الأشياء التى ستحدث بعد ذلك" (رؤ4 : 1 – 22 : 21):

1. شخص الديَّان. 4 : 1 - 5 : 14

أ. عرش الله. 4

ب. السفر المختوم. 5

2. نبوات عن الضيقة. 6 : 1 – 19 : 6

أ. سبع ختوم الدينونة. 6 : 1 – 8 : 5

ب. سبع أبواق الدينونة. 8 : 6 – 11 : 19

ج. نبوات تفسيرية. 12 : 1 – 14 : 20

د. سبع جامات الدينونة 15 : 1 – 19 : 6

3. نبوات عن المجئ الثانى. 19 : 7 – 21

أ. عشاء عرس الحمل. 19 : 7 – 10

ب. مجئ المسيح الثانى. 19 : 11- 21

III. العروس:

"بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْحَمَلِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ. وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ». وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَالشُّيُوخِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ الْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا لِلَّهِ." (رؤ 7 : 9 – 11)

"فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا." (عب 11 : 39 – 40)

أ‌. العروس ليست فقط عرق معين أو مجموعة من البشر ولكنها نفوس مفدية بدم المسيح من كل جيل وقبيلة وشعب وأمة.

ب‌. العروس هى الكنيسة فى السماء وعلى الأرض، وهى تشمل كنيسة يسوع المسيح فى كل جيل وكل أمة. مُشتركة الكنيسة فى السماء بالرغم من أن جزء من تجمعاتها على الأرض فى التاريخ البشرى المعاصر

ج. فى ضوء (عب 12 : 22 – 24) كل شخص مولود ثانية مؤمن بيسوع المسيح أنهى رحلة إيمانه على الأرض فى جيله كُمل فى السماويات.فإذا كان كذلك، كيف يمكن أن نفسر (عب 11 : 40) ؟ (عب 11 : 40) يُعلن عن شيئاً أفضل (كمال آخر) ويعنى كمال العروس الجامعة.

"بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ." (عب 12 : 22 – 24)

IV. هل العروس مُستعدة لمقابلة عريسها الآتى ؟

"أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّراً إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، 27. لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ." (أف 5 : 25-27)

"وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ." (يو 17 : 5)

"وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." (يو 17 : 22 – 23)

أ‌. يتبين من يو 17 ، أف 5 ، رؤ 19 أن يسوع المسيح آت لعروس كاملة بلا عيب أو دنس. هل استطاعت العروس فى عصرنا الحالى أو فى تاريخ الكنيسة أن تصل لهذا المستوى ؟ كلمة الرب صادقة ، عندما يأتى المسيح ثانية ، يأتى إلى كنيسة تُظهر هذا المجد والبهاء والكمال، تظهر بكمال هذا المجد والقداسة وتُظهر جمال عريسها وملكها ومخلصها والديَّان.

- كلمة "يكملوا" أو "كمال" مترجمة من اليونانية من الكلمة "teleioo-" كما وجدت فى (يو 17 : 22 و عب 11 : 40 و 1 كو 13 : 10). وتعنى كامل أو يصل إلى منتهاه أو النضوج.

ب‌. دعونا نعيد النظر فى الإرسالية العظمى فى (مت 28 : 18 – 20) - دعوة لإعداد العروس من كل جيل ومن كل أمة نحو طاعة كاملة و قداسة.

"فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ." (مت 28 : 18 – 20)

V. ما هى الإعدادات اللازمة للعروس؟

"وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ. كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّباً مَعاً، وَمُقْتَرِناً بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ." (أف4: 11-16)

"لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ فَهَؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضاً." (رو 8 : 29-30)

"وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." (2 كو 3 : 18)

أ‌. إنجيل الملكوت كشاهد لكل الأمم (مت 24 : 14)

ب‌. كنيسة الأيام الأخيرة التى تصرخ نهاراً وليلاً للعدل كتعبير ملموس للإيمان و لعودة المسيح مرة ثانية (لو 18 : 6-7)

ج. كمال إيمان الأمم ثم خلاص كل إسرائيل وإعادة المُلك لإسرائيل رو 11 : 25-26 ، أع 1 : 4-8

د. إعداد الكنيسة بالروح القدس من خلال جسد المسيح (أف 4 : 11- 16)

هـ. اليهود والأمم فى شخص واحد جديد ـــ الكل فى الكل فى المسيح يسوع.

"أَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الِاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَاناً وَاحِداً جَدِيداً، صَانِعاً سَلاَماً، وَيُصَالِحَ الِاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ. فَجَاءَ وَبَشَّرَكُمْ بِسَلاَمٍ، أَنْتُمُ الْبَعِيدِينَ وَالْقَرِيبِينَ." (أف 2 : 14-17)

و. روح إيليا ـــ عودة قلوب الأباء للأبناء والأبناء للأباء.

"هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ. فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ." (ملا 4 : 5-6)

ز. كنيسة الأيام الأخيرة بقوة ومجد وحب حي بمفهوم جيل لاودكية ـــ (يوئ 2 : 28- 30 ، نش 8: 6-7، رؤ 12: 11 ، يو 14 : 12).

VI. وعد الآب بالروح القدس:

"وَيَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى. وَعَلَى الْعَبِيدِ أَيْضاً وَعَلَى الإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ." (عا 2 : 28-29)

أ‌. فى هذه الآيام الأخيرة يجب أن نتوقع عمل الروح القدس بإطلاق أعمال عظيمة للكنيسة لمساعدتها لإتمام خطة صعبة فى عالم مُتزايد فى الشر.

VII. رؤية العروس والعريس

"وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدّاً فِي أُورُشَلِيمَ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ." (أع 6 : 7)

أ‌. رؤية العريس تحول إنساننا الباطن، فهويتنا وتعبيرنا عن الإيمان، ورؤية العروس تحول الطريقة التى نرى بها خبرتنا المؤقتة وتقوينا فى غربتنا فى الأرض، خاصة فى علاقتنا مع جسد المسيح الجماعى والعلاقة مع أعداء الإنجيل.

ب‌. أيضاً رؤية العريس ورؤية العروس تعطينا فهماً كتابياً أعمق عن الألم وتعطى جرأة فى المحبة حتى للأعداء.


الخمس مُدن والمراحل المفتاحية فى حياة داود

I- لماذا يجب أن ندرس حياة داود

‌أ- دعى الله داود "رجل بحسب قلبه". لذا فبدراسة حياة داود نتعلم المواصفات التى يبحث عنها الله، وكيف عمق داود "الجذور الروحية" فى علاقته وتاريخه السرى (الشخصى) مع الله.

" قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ ... " (1صم 13 : 14)

1. يُطيع الأوامر الصادرة من قلب الله: نوجه قلبنا للطاعة الكاملة لله.

2. يدرس مشاعر قلب الله: إختبار العلاقة الحميمة بالله.

3. يُسر بمشورة قلب الله: ملء القوة والهدف فى هذا الجيل. إكتشف ما يعمله الله فى جيلك وعندئذٍ إشترك بالكامل فيه.

"دَاوُدَ ... خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ اللهِ." (أع 13 : 36)

‌ب- عينىّ الله تبحث فى كل الأرض عن هؤلاء الذين قلوبهم بالكامل نحوه. الله يبحث عن شئ محدد. كانت دعوة الله لداود على أساس إستجابة قلب داود لله.

"لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ." (2أخ 16 : 9)

‌ج- داود هو شهادة أو صورة لما يبحث الله عنه. فهو نموذج للطاعة والإيمان.

"هُوَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ شَارِعاً لِلشُّعُوبِ رَئِيساً وَمُوصِياً لِلشُّعُوبِ." (إش 55 : 4)

"فَقَدْ جَعَلْتُهُ شَاهِدًا لِلشُّعُوبِ، حَاكِمًا وَقَائِدًا لَهُمْ." (إش 55 : 4) (من ترجمة الكتاب الشريف)

‌د- سيُقيم الروح القدس رعاة بحسب قلبه كما كان داود.

"وَأُعْطِيكُمْ رُعَاةً حَسَبَ قَلْبِي فَيَرْعُونَكُمْ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ (كما فى قلب الله)." (إر 3 : 15)

‌ه- بدراسة حياة داود، نتعلم كيف نرى الحياة بشكل أفضل من خلال عينى الروح.

1. ماذا رأى داود فى قلب الله: داود الدارس عن جمال ومشاعر الله.

2. ماذا رأى داود فى نفسه من وجهة نظر الله: جمال داود فى عينى الله.

3. ماذا رأى داود فى الآخرين من خلال عينى الله: رؤية داود المستنيرة عن الناس.

4. ماذا رأى داود فى الظروف: كيف تعامل داود مع كلٍ من الضيق والرحب.

‌و- قصة حياة داود نجدها فى الوحى فى 1صم 16 – 31؛ 2صم 1 – 24؛ 1أخ 1 – 29 وفى المزامير. فى كل مرحلة من مراحل حياة داود نجد مدينة محددة ودرس معين مصاحب لها.

‌ز- إن رفض الله للملك شاول - فى موقفين أساسيين - هو الوضع والمحيط الذى ترعرع فيه داود. خطية شاول فى الجلجال (1صم 13) كانت فى قيامه بعمل الكاهن فى عصيان واضح لله، فالملوك لم يكن من حقهم القيام بدور الكاهن فى تقديم الذبائح. الخطية الثانية الكبيرة كانت مع عماليق (1صم 15)، فقد فشل شاول ولم يُطِيع الله فى تتميم الحكم الإلهى بالقضاء على أعدائه (عماليق). تاب شاول فقط حين ضُبط فى فعلته.

II- بيت لحم: 1صم 16

‌أ- سنوات بيت لحم (حتى أصبح داود فى عُمر 17 سنة تقريباً): لقد طور داود هويته الروحية (كشخص محبوب من الله ويحب الله)، سلك داود بإتضاع (بأن كان أميناً فى القليل) وحصل على فهم لكلمة الله (قلب الله). لقد مد جذوره الروحية فى هذه النواحى الثلاث من حياته، بدلاً من أن يُركز على "تحقيق ذاته" فى عيون الناس.

‌ب- مُسح داود كملك ثلاث مرات، لكل مرة هدف خاص. كانت المرة الأولى فى (1صم 16 : 13). لقد حصل على وعود نبوية وكانت تتطلب الأمانة فى أمور الحياة العادية.

‌ج- إحساس داود بالقيمة وبالنجاح كان مؤسساً على علاقته الحميمة بالله، وعلى السلوك بإتضاع، وعلى فهمه لكلمة الله. رأى داود نفسه، وقاس النجاح فى حياته فى سياق نموه فى مسحة الحب، والإتضاع، والفهم.

‌د- فى هذه المرحلة تم استبعاد داود حين حضر صموئيل النبى الشهير إلى بيته لتناول العشاء، والأسرة لم تدعو داود للحضور. كان يرعى الغنم. وكان هذا علامة إحتقار واستهانة به.

"وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أَمَامَ صَمُوئِيلَ, فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «الرَّبُّ لَمْ يَخْتَرْ هَؤُلاَءِ».وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «هَلْ كَمُلَ الْغِلْمَانُ؟» فَقَالَ: «بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «أَرْسِلْ وَأْتِ بِهِ, لأَنَّنَا لاَ نَجْلِسُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى هَهُنَا».فَأَرْسَلَ وَأَتَى بِهِ. وَكَانَ أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ الْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «قُمِ امْسَحْهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ».فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً. ثُمَّ قَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى الرَّامَةِ." (1صم 16 : 10 - 13)

‌ه- كان على داود أن يقاوم الإحساس بالرفض من عائلته فى هذه المرحلة (1صم 16 : 7 – 11). لم يخضع داود للإحساس بالمرارة أو الإشفاق على النفس، لكنه وجد حياته وثقته فى الله.

"إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي." (مز 27 : 10)

"أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي يَقِفُونَ تُجَاهَ ضَرْبَتِي وَأَقَارِبِي وَقَفُوا بَعِيداً." (مز 38 : 11)

"لأَنِّي مِنْ أَجْلِكَ احْتَمَلْتُ الْعَارَ. غَطَّى الْخَجَلُ وَجْهِي. صِرْتُ أَجْنَبِيّاً عِنْدَ إِخْوَتِي وَغَرِيباً عِنْدَ بَنِي أُمِّي. لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي ... وَأَبْكَيْتُ بِصَوْمٍ نَفْسِي فَصَارَ ذَلِكَ عَاراً عَلَيَّ." (مز 69 : 7 - 10)

‌و- حصل داود فى هذه المرحلة من حياته على روح الخادم. لقد خدم من خلف الأنظار بطرق عادية لمساعدة الآخرين. لقد كان معنياً بالتفاصيل الصغيرة كراعى الخراف وترك أمتعته فى أيدٍ أمينة (1صم 16 : 10 – 11؛ 1صم 17 : 22) وهذا أعده وهيأه لمستقبله كملك.

"نِعِمَّا... كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ." (مت 25 : 21)

‌ز- الدرس: نركز على ترسيخ هويتنا فى الله بينما نكون أمناء فى الخدمة (مت 25 : 21؛ 1صم 16 : 10 – 11). الله يعرف عنواننا وتوقيته لا يتأخر أبداً. لم يحاول داود جذب إنتباه صموئيل أو مجاملته. لا يحتاج الله أى مساعدة ليصل إلى "داود" الذى إختاره. لا نحتاج أن نبذل الجهد لننال إهتمام القادة. كان داود خارج المشهد البشرى، يعبد الله ويخدم. لا نحتاج أن نحاول أن يلاحظنا الآخرين إن كنا نثق فى توقيتات الله الدقيقة.

III- جبعة: 1صم 17 – 20

‌أ- سنوات جبعة (كان داود فى عُمر 18 – 22 عاماً): فى هذه المرحلة، داود يقتل "جليات". ونتيجة هذا يبرز داود كبطل قومى. ينتقل داود للسكن فى قصر شاول الملكى فى جبعة. كان هذا كالإنتقال للسكن فى البيت الأبيض فى واشنطن العاصمة.

‌ب- تم إختبار هوية داود وتقويتها بالمدح، التعظيم والنجاح فى سن مبكر (ترقية فى عين الناس). قبل أن يأتى وقت الإختبار الذى سيقطع هذه المرحلة بشكل مفاجئ.

‌ج- ترقى داود إلى مركز عالى وتزوج بنت الملك شاول. غنت الشابات فى كل البلاد أغنيات عن نصره الكبير، مما جعل الملك شاول يشعر بغيرة شديدة وغضب.

"فَجَعَلَهُ شَاوُلُ عَلَى رِجَالِ الْحَرْبِ. وَحَسُنَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ الشَّعْبِ ... النِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ الْمَلِكِ ... فَغَنَّتِ النِّسَاءُ اللَّاعِبَاتُ وَقُلْنَ: «ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رَبَوَاتِهِ. فَغَضِبَ شَاوُلُ جِدّاً وَسَاءَ هَذَا الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْهِ ... " (1صم 18 : 5 - 8)

‌د- إمتُحن داود بالمدح والشدائد فى نفس الوقت. الترقية المبكرة هي تحضير لمصيرنا فى المستقبل. يتعثر الكثيرون بسبب الكبرياء فى هذه المرحلة من الإعداد. يتشتت إنتباههم عن السلوك فى هويتهم الروحية الحقيقية، السلوك بالتواضع، والإستمرار فى النمو فى كلمة الله.

"اَلْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ وَالْكُورُ لِلذَّهَبِ كَذَا الإِنْسَانُ لِفَمِ مَادِحِهِ." (أم 27 : 21)

"الْبُوتَقَةُ لِتَنْقِيَةِ الْفِضَّةِ، وَالْكُورُ لِتَنْقِيَةِ الذَّهَبِ، وَالْمَدِيحُ يَمْتَحِنُ الإِنْسَانَ." (أم 27 : 21 ترجمة الكتاب الشريف)

‌ه- الدرس: لا تُسرع بالإنشغال الزائد عن البحث عن الله فى أوقات الشهرة والترقية. لقد تجاوب داود مع وقت الشهرة والترقية بالإستمرار فى البحث عن الله بحماس، ودراسة الكلمة، والسلوك بالتواضع أمام الناس بقلب الخادم.

‌و- كانت مشكلة شاول الشخصية هى الفرصة التى إستغلها الله ليستخدم داود (1صم 16 : 13 – 23)؛ كما كانت أزمة أمة إسرائيل كلها فرصة ثانية إستغلها الله ليستخدم داود ثانية (1صم 17 : 1 – 58). فى 1صم 18 – 20 يختبر داود رأفة الله فى وسط الإساءة والظلم.

IV- عدُلام: 1صم 21 – 31

‌أ- سنوات عدُلام ( كان داود فى عُمر 23 – 30 عاماً تقريباً): إمتحان وتقوية هوية داود بالمشقة فى البرية لمدة حوالى 7 سنوات. لقد تعرض للكذب، للكراهية بدون سبب، وللإضطهاد (3,000 رجل يسعون لقتله).

"اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ،عَالِمِينَ أَنَّ إمتحان إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً (مثابرة). وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ ..." (يع 1 : 2 - 4)

‌ب- هرب داود إلى مغارة عدُلام وجعلها واحدة من "مراكز القيادة" الخاصة به فى هذه المرحلة.

"فَذَهَبَ دَاوُدُ ... إِلَى مَغَارَةِ عَدُلَّامَ ... وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتَضَايِقٍ, وَكُلُّ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ, وَكُلُّ رَجُلٍ مُرِّ النَّفْسِ، فَكَانَ عَلَيْهِمْ رَئِيساً. وَكَانَ مَعَهُ نَحْوُ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ." (1صم 22 : 1 - 2)

‌ج- فى 1صم 21 – 31، كان داود يُعد ليكون قائد الأمة كأعظم ملك ومحارب على إسرائيل. عندما يُقيم الله شخص ليكون كداود، فهو يدربه أحياناً فى "مدرسة شاول"، مرحلة الملك الذى يتملكه روح شر ردئ. إنتهت هذه المرحلة بموت الملك شاول (1صم 31).

‌د- لقد تعثر داود فى صقلع (1صم 27 – 30)، لكنه تاب. لم يسقط فى المرارة أو الإشفاق على الذات.

الدرس: لا تنجرف بالمرارة أو الإشفاق على الذات بسبب الإساءة التى تتعرض لها.

V- حبرون: 2صم 2 - 5

‌أ- سنوات حبرون ( كان داود فى عُمر 30 – 37 عاماً): إمتحان هوية داود ثانيةً بالحصول على تتميم جزئى فقط للوعود بعد مرحلة طويلة من المشقة والإنتظار. فى مدينة حبرون، تولى المُلك فقط على منطقة أو سبط يهوذا، وهو واحد من الـ 12 سبط من أسباط إسرائيل التى وعده الله بقيادتهم جميعاً منذ ما يقرب من 13 سنة مضت (فى بيت لحم).

‌ب- تساءل داود "ربما لا يريد الله أن أكون ملك على إسرائيل فى هذه المرحلة" وسأل "هل أصعد" بمعنى هل أذهب إلى العاصمة فى "جبعة" لأحل محل شاول الملك. كان تركيز داود الأول فى هذه المرحلة هو أن يكون حبيب الله، وليس ملك إسرائيل. قضى داود 7 سنوات فى حبرون.كانت هذه هى المرة الثانية التى يُمسح فيها داود كملك (2صم 2 : 4).

"دَاوُدَ سَأَلَ الرَّبَّ: «أَأَصْعَدُ إِلَى إِحْدَى مَدَائِنِ يَهُوذَا؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اصْعَدْ». فَقَالَ دَاوُدُ: «إِلَى أَيْنَ أَصْعَدُ؟» فَقَالَ: «إِلَى حَبْرُونَ»." (2صم 2 : 1)

‌ج- لقد أُحبط رجال داود لأنهم إفترضوا أن موت شاول معناه أن الله يريد أن يكون داود ملك عل كل إسرائيل فى هذا الوقت. وهم بلا شك أرادوا ترقيتهم الخاصة.

‌د- الدرس: أن نعمل فى التكليف الخاص بالخدمة دون أن نفقد هويتنا كأشخاص يركزون على حب الله. وبينما نعظ الناس بروح الخدمة نبقى أمام كلمة الله.

VI- أورشليم: 2صم 6 – 24

‌أ- سنوات أورشليم ( من سن 37 – 70 عاماً): هذه هى المرحلة التى نسلك فيها فى ملء المصير أو ملء ما وعدنا به الله فى هذا الزمان. هذه هى المرحلة التى يتوق لها الجميع. لقد إمتُحنت هويته بينما سار فى ملء وعوده ورخائه الأرضى والبركة.

‌ب- يعرف الله أن أصعب الأوقات أن يحفظ شعبة التركيز على هويته الأساسية الروحية هى فى وقت الشهرة، والمراكز البارزة، والرخاء.

"اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلا تَحْفَظَ وَصَايَاهُ ... لِئَلا إِذَا .. بَنَيْتَ بُيُوتاً جَيِّدَةً ... وَكَثُرَتْ لكَ الفِضَّةُ وَالذَّهَبُ ... يَرْتَفِعُ قَلبُكَ وَتَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ ..." (تث 8 : 11 - 14)

‌ج- هنا تقوى داود ليهزم أعداء الله دون أن يفقد هويته أو روح الخدمة. ثالث مرة يُمسح فيها داود كانت فى أورشليم (2صم 5 : 3).

الدرس: أن نعمل فى الخدمة دون أن نفقد تركيزنا على النمو فى العلاقة الحميمة بيسوع (رؤ 2 : 2 – 5).


أن نحب الله: الوصية الأولى تُرد الى المكانة الأولى

I. الدعوة أن نرتبط مع يسوع بالمحبة: (نرتبط بنفس القدر مع يسوع في المحبة)

‌أ- جدول أعمال الروح القدس الأول هو ان يُعيد الوصية الأولى الى المكانه الأولى فى الكنيسة.

"قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى." (مت 22 : 37 -38)

‌ب- الارتباط بالتساوي في المحبة: الله يريدنا ان نحبه من كل القلب والفكر، لأنه يحبنا بكل قلبه وفكره. يسوع يريدنا أن نحبه بنفس الطريقة التي يحبنا هو بها.

‌ج- قصد الله الأبدي المُطلق لخليقته هو أن يُعد عائله له، فيها أبناء أمناء لنفسه وعروس مرتبطة بنفس القدر من الحب ليسوع كرفيقة أبدية له.

1. الطاعة الإلزامية: سيجعل الله كل الخليقة تُطيع يسوع (في 2: 9 -11).

2. الحب الاختياري: الأمر الأساسي في تعريف الحب هو أن نختار ان نحب. لن يُجبرنا على علاقة المحبة. أنه أمر اختياري. ينتظر الله الى ان ندعوه الى أعمق الامور في قلوبنا.

‌د- سيمكننا الرب بطريقة فوق طبيعية أن نحبه هكذا. "نحتاج الله لنحب الله" أعظم موهبة يُطلقها لنا الروح هي المسحة ان ننال حب الله وان نحبه في المقابل.

"وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا." (رو 5:5)

‌ه- علينا أن نحب الله على طريقته، بحسب تعريفه هو للمحبة. يسوع يُريد منا حب يسمح له ان يمتلك حياتنا. كيفية تعريفنا للحب، هي قضية جوهرية في آخر الأيام. علينا ان نعرف المحبة بمقياس الله وليس وفقاً لثقافتنا الإنسانية التي تسعى وراء الحب بدون طاعة لكلمة الله. هناك تعريفات كثيرة غير كتابية للحب والحرية. الله يدعونا إلى تعريف للحب كما هو موجود في الكتاب المقدس.

‌و- عرف يسوع محبة الله بأن نكون متأصلين بعمق في روح الطاعة (يو 14: 21). ليس هناك امر كهذا، أن نحب الله بدون ان نسعى لنطيع كلمته.

"اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي." (يو 14 : 15 -23)

‌ز- الموعظة على الجبل (مت 5-7) تُعرف الحب بحسب مقياس الله. تدعونا ان نعيش التطويبات الثمانية (مت 5: 3 -12) بينما نسعى للطاعة الكامله (مت 5: 48) بمقاومة التأثيرات السلبية الستة النابعة من شهواتنا الطبيعية (مت 5 :21 -48) وبالسعي وراء الأغذية الايجابية الخمسة (مت 6: 1 -18) التي تُعد قلوبنا لننال ما ينقله لنا الروح من نعمة.

‌ح- نقيس نضوجنا الروحي بمقدار ما نسلك في حياتنا اليومية من الموعظة على الجبل. ونقيس مدى تأثير وفاعلية خدمتنا بقدر ما يعيش الناس هذه القيم وليس بعدد الناس الذين نخدمهم.

II. الوصية الأولى والعظمى

‌أ- تنمية الحب لله هي الأولوية الأولى لله، والتركيز الأول للروح القدس.

"تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى." (مت 22 : 37 -38)

‌ب- لم يُطلق يسوع عليها الاختيار الأول، ولكن الوصية الأولى. يوضح يسوع أن تنمية المحبة هو تأكيد الروح القدس الأول. الله لديه كل شيء لكنه يبحث عن أمر لا يزال يريده أول الكل. ما الذي يبحث عنه الله؟ ما هو الذي يريده الله أكثر من الكل وأول الكل؟ انه الحب. هذا هو ما يبحث عنه الله. هو يبحث عن قلبنا. سر حياتنا يوجد في هذه الحقيقة.

‌ج- تنمية الحب لله له أكبر أثر على قلب الله وعلى قلوبنا. أي شخص يُحب يسوع سيحب الآخرين أكثر. فهي الدعوة العظمى. البعض ممن يسعوا ليعرفوا مشيئة الله لحياتهم يركزوا على معرفة ما ينبغي ان يعملوا بدلاً ممن ينبغي أن يكونوا. عندما يتكلمون عن رغبتهم في أعظم دعوة، يشيروا الى حجم خدمتهم بدلاً من حجم قلبهم. أعظم نعمة ننالها هي المسحة لنشعر بحب الله وان نُعبر عن هذا الحب. هذا يأتي بأعظم حرية وله أعظم مكافأة.

III. المجال # 1: الحب من كل القلب

‌أ- المجال # 1 الحب من كل القلب: علينا أن نُشرك مشاعرنا فى محبتنا لله. الله يريد أكثر من مجرد الخدمة نتيجة الإحساس بالواجب والطاعة. حبنا لله يلمس مشاعرنا. لنا دور أساسي في تحديد كيف تتطور مشاعرنا عبر الوقت. يمكن ان ننمي مشاعر أعظم لله بأن نضع في قلوبنا أن ننمو في محبة الرب بكل القلب.

‌ب- يمكن لنا ان نُثبت حبنا او عواطفنا على أي أمر نختاره. مشاعرنا عادة ما تتبع ما نُثبت نفوسنا في السعي وراءه. بينما نختار ان نُغير تفكيرنا الروح يغير قلوبنا (مشاعرنا). ثبت قلبك لتحب الرب، ومشاعرك او عواطفك ستتبعك في الوقت المناسب.

"لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي (ثبت حبه/ قلبه) أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي." (مز91 : 14)

‌ج- قرر داود ان يُثبت قلبه ليحب الله. صمم وعزم ان يُحب الله.

"أُحِبُّكَ يَا رَبُّ يَا قُوَّتِي." (مز 18 : 1)

‌د- عواطفنا جزء مُهم جداً وقوى من حياتنا. لذا يُريد الله أن نُحبه من هذا الجزء من حياتنا. نجتهد لنبقى قلوبنا في تركيز وطهارة ونقاء. نُحافظ على قلوبنا بأن نرفض أن نسمح لمشاعرنا ان تتعلق بالمال او المناصب المُكرمة، او لعلاقات خاطئة، او لإدمان، او مرارة، او لإهانة وغضب.. الخ

"فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ." (أم 4 :23)

‌ه- المسيحية هي لقاء حب مُستمر مع شخص. أن نمتلك تكريس عالي او ان نعمل اختيارات جذرية للبر لن تبقينا في ثبات الا اذ تقابلنا مع إله الحب.

‌و- نقاوم ان نترسخ في خيالات فاسدة تُثير مشاعرنا تدريجياً في شهوات مختلفة. نعبر عن حبنا لله بأن نقاوم المشاعر المناقضة لإرادته.

IV. المجال # 2: الحب من كل الفكر

‌أ- المجال # 2: الحب من كل الفكر: نملأ أفكارنا بما يُلهب الحب لله بدلاً مما يُطفئه. ما نفعله بأذهاننا يؤثر بقوة على قدرتنا ان نحب. اذ ملأنا اذهاننا وافكارنا بأمور صالحه تزداد قدرتنا أن نحب يسوع. وإذ ملأنا أذهاننا بأمور فاسدة ستقل قدرتنا على ان نحب يسوع.

‌ب- الفكر هو المدخل لإنساننا الداخلي ويؤثر بشكل كبير على قدرتنا على الحب. جزء كبير من حياتنا يحدث في أذهاننا وافكارنا. لغة روح الإنسان هي الصور أو المناظر.

‌ج- الفكر هو "شاشة سينمائية داخلية" يُظهر لنا صور باستمرار. يشبه الكاميرا التي تُخزن ذكرياتنا. ونحن المنتج والبطل الذي يُمثل الدور الرئيسي، والمستهلك في أفلامنا الداخلية. ننتج ونمثل ونشاهد. فنحن كلاً من البطل والشرير.

‌د- العقل هو كون فسيح داخلنا لن يتوقف أبداً. لا نقدر ان نوقف الصور في فكرنا، ولكن يمكن ان نُعيد توجيهها. يمكن ان نستبدل الافكار المظلمة بأفكار جديدة. هكذا يمكن لنا ان نعيد كتابة نص الفيلم الذي نشاهده باستمرار داخلنا بأن نقرأ ونتأمل ونصلى كلمة الله بانتظام.

‌ه- العقل لديه إمكانيات مجيدة وقوة شاسعة ولكن الكثير من المؤمنين يستهينوا بعفويه بما يفعلوه بأفكارهم. يملأون افكارهم بالترفيه او أحلام اليقظة حول ما هو باطل وزائف بينما لديهم الروح القدس والكتاب المقدس.

‌و- نحب الله من كل فكرنا بأن نعطى وقت لنملأ افكارنا بالكلمة لكي نكون في اتفاق مع الحق عن شخصه. وهذا يتضمن ان نرفض الاكاذيب عن قلب الآب الرقيق والحنون وعن الملك العريس الملتهب بالحب بينما نقضي وقت لنتأمل في كلمة الله.

‌ز- أظهر يسوع كيف تعمل روح النجاسة. فإنها متأصلة أولاً في الفكر (التخيلات الجنسية) وتُغذى بالنظر أو "ان ننظر بشهوة" (في شخص أو عن طريق وسائل الإعلام).

‌ح- التدرج في الزنى: زنى العين يقود الى زنى القلب الذي يقود الى ظروف تقود الى زنى جسدي ومادي.

"إنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ." (مت 5: 28)

‌ط- مبدأ: تأسيس الطهارة والنقاء الجنسي والتحكم والسيطرة عليها يأتي أولاً في منطقة العين. يريدنا يسوع أن نفهم دور بوابة العين كجبهة المعركة الرئيسية لوقف عمل روح النجاسة والفجور. مبدأ: تأسيس النقاء الجنسي والسيطرة أولاً في منطقة العين. ومن الأسهل أن نغلق "بوابة العين" بدلاً من إخماد نيران المشاعر اللا أخلاقية والفاسدة.

‌ي- فهم أيوب روح الوصية السابعة وقوة زنى العين.

"عَهْداً قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ! نْ غَوِيَ قَلْبِي عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ كَمَنْتُ عَلَى بَابِ قَرِيبِي." (اي 31 : 1 ، 9)

V- المجال # 3: الحب بكل القدرة

‌أ- المجال # 3: الحب بكل القدرة: هذا يعنى ان نحب الله بمواردنا الطبيعية (الوقت والمال، والطاقة، والمواهب، والكلمات، والتأثير). نعبر عن حبنا لله في الطريقة التي نستخدم بها مواردنا، في حين أن الطريقة المُعتادة لاستخدامها هى لزيادة راحتنا وكرامتنا الشخصية.

‌ب- الله يهتم بالحب الذي نظهره له عندما نستثمر قدرتنا في علاقتنا معه ومساعدة الآخرين أن يحبوه. نظهر قدرتنا في الأنشطة الخمسة المذكورة فى العظة على الجبل (مت 6 : 1 - 8). نخدم ونعطي (6 : 1 -4 ، 19 -21)، نصلي (6 : 5 -13)، نبارك الخصم ونغفر له (6 : 14 -15 ، 5 : 44)، الصوم عن الطعام (6 : 16 -18).

‌ج- يضاعف الله قدرتنا يعيدها ثانياً لنا، يفعل ذلك في توقيته وطريقته. هذا يحتاج الى إيمان أن الله يراقب وانه يقدر هذا كتعبير عن الحب.

VI. المجال # 4: الحب بكل النفس

‌أ- المجال # 4: الحب بكل النفس: نعيد توجيه هويتنا لتؤسس على علاقتنا بالله بدلاً من على إنجازاتنا والتقدير الذي نناله من الناس. هويتنا تُحدد بالطريقة التي نعرف بها نجاحنا وقيمتنا، وبالتالي كيف نرى نفوسنا.

‌ب- عندما ننال هويتنا من إنجازاتنا والتقدير الذي نناله من الآخرين ينتهي بنا الامر في عاصفة عاطفية من الانشغال بالباطل لأننا من الطبيعي ان نرى إنجازاتنا صغيرة جداً وغير مهمه لذا نشعر برفض الناس وتجاهلهم.

‌ج- علينا ان نعرف نجاحنا بأننا من يحبهم الله واختارهم ومن يحبون الله. وهذا ما يُحدد لنا قيمتنا الشخصية. علينا ان نثبت في هذه الحقيقة كأساس لنجاحنا وقيمتنا، وبدلاً من الإنجازات، أو التقدير، أو الممتلكات.

‌د- هويتنا يجب أن تؤسس على أننا محببون من الله وإننا نحبه في المقابل.

‌ه- اعترافنا هو "أنا محبوب [من الله] وأنا عاشق [لله]، ولذا انا ناجح "

‌و- الاستنزاف الروحي لا يأتي بسبب العمل الشاق ولكن من العمل بروح خاطئة. عندما نعمل من أجل النجاح نُستنزف. عندما نعمل من مكان النجاح ارواحنا تتقوى (كو 1: 10). سنحب يسوع أفضل بكثير عندما يقل التشاحن العاطفي داخل قلبنا وفكرنا.

‌ز- نرتبط مع يسوع بالتساوي في الحب، ليس بحجم حبنا ولكن بالكلية في حبنا وبالرغم من ان "الكل" الذي لنا قليل. ولكنه "الكل" الذي لنا. يريد ان نحبه بنفس الطريقة التي يحبنا بها.

‌ح- "المحاولة المستمرة للوصول" لـ 100 % طاعة شئ مختلف عن "تحقيقها". عندما نقع فى الخطية نتوب ونجدد عزمنا على "الوصول" الى االطاعة الكاملة بثقة فى ان الله يستمتع بنا. الرب يُقدر رحلتنا لننمو في الحب. محاولة قلوبنا ان نحبه تحرك قلبه. إذ لم نفشل ونترك الرحلة فإننا نغلب. لا نجد هويتنا في فشلنا بل في الحقيقة انه يُحبنا وفى عطية البر (2 كو 5: 12) وفي صرخة قلوبنا أن نحب الله.


أن أكون شخص بحسب قلب الرب (1صم 16-17)

I. قوة حياة الملك داود

‌أ- قصة الملك داود واحدة من أقوى القصص المُشجعة بالكتاب المُقدس. كان معروف بالرجل الذى احب الرب (1صم14:13). كان طفل يُعانى من الوحدة فى عائلة فقيرة تعيش فى قرية صغيرة. كان داود فى طفولته مرفوض من عائلته وأصدقاءه. كان لديه بصيرة غير عادية كيف تُحرك محبة للرب قلب الرب. هذه قصة صبى فى سن المراهقة لم يكن له شأن فى عيني الناس ولكنه أدرك أنه ذو شأن عظيم فى عيني الرب.

"قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ." (1صم 14:13)

‌ب- الرب "وجد" داود ومازال يبحث عن هؤلاء من ذوى نفس النوعية. (2أخ 9:16 – يو 24:4)

"أَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ." (2اخ 9:16)

"حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ." (يو 23:4)

‌ج- إنسان بحسب قلب الرب يعني الإلتزام: بطاعة وصايا الرب، دراسة مشاعر قلب الرب، الكفاح من أجل مقاصد قلب الرب (النهضة،...)

‌د- الله جعل داود شاهد (مِثال) عن كيفية الحياة والتواصل مع الرب. بنتعلم ما رآه داود: فى قلب الرب (كتلميذ لدراسة مشاعر الرب)، عن نفسه فى عيني الرب (كيف يتلذذ به الرب)، عن ظروفه (الله مُتحكم فى حياتنا). يمكن أن تكون حياة داود مألوفة لنا بقراءتها مرات عديدة (1صم 16 – 2صم 24)

"هُوَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ (داود) شَارِعاً لِلشُّعُوبِ رَئِيساً وَمُوصِياً لِلشُّعُوبِ." (اش 4:55)

‌ه- أهمية حياة داود أنها يمكن أن تكون قصتنا، ببساطة بأن نسلك بحسب نفس إختيارات داود فى سنين شبابه. الله يتلذذ ويستخدم أوانى ضغيفة خذفية كل من وضع قلبه ليطلب الرب. انها قصه عن كيف يرى الرب حياتنا وكيف نحرك قلبه.

‌و- هويتنا هى كيفية قياس قيمتنا ونجاحنا او كيف نرى ذواتنا. هويتنا هى كوننا محبوبين عند الرب ونحب الرب. فى الأوقات الصعبة يجب أن نوجه قلوبنا بالإعتراف "الرب يحبنى وأنا أحب الرب لهذا أنا ناجح"

‌ز- نحن ناجحيين فى عينىّ الرب بالفعل. عندما نشعر بالنجاح على أساس من نحن فى عينىّ الرب حينئذٍ يكون عندما القدره على السلوك بأمانة امام الرب غير معتمدين على رأى الآخرين.

‌ح- نتعلم هذا من حياة داود. هو وجد هاويته الحقيقية فى علاقته بالرب ليس فى البشر (ليس على أساس من يحبه او أنجازاته امام البشر). فى بيت لحم فى سنين شبابه أهتم داود بتنمية جذور العلاقة الحميمة مع الرب.

‌ط- حكمة حياة داود هى تباعيته الرب بكل القلب، عالمين ان الرب يرى صدق نوايانا أن نحبه وأنه يتلذذ بنا حتى فى ضعفنا وفشلنا.

II. صموئيل النبي يمسح داود ملك فى بيت لحم (1صم1:16-7)

"فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ ... امْلَأْ قَرْنَكَ دُهْناً وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ, لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكاً ... وَامْسَحْ لِيَ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ ... وَقَدَّسَ يَسَّى وَبَنِيهِ وَدَعَاهُمْ إِلَى الذَّبِيحَةِ. وَكَانَ لَمَّا جَاءُوا أَنَّهُ رَأَى أَلِيآبَ, فَقَالَ إِنَّ أَمَامَ الرَّبِّ مَسِيحَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الْإِنْسَانُ. لأَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ, وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ. فَدَعَا يَسَّى أَبِينَادَابَ وَعَبَّرَهُ أَمَامَ صَمُوئِيلَ، فَقَالَ وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ. وَعَبَّرَ يَسَّى شَمَّةَ, فَقَالَ وَهَذَا أَيْضاً لَمْ يَخْتَرْهُ الرَّبُّ. َعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أَمَامَ صَمُوئِيلَ، فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى الرَّبُّ لَمْ يَخْتَرْ هَؤُلاَءِ. وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى هَلْ كَمُلَ الْغِلْمَانُ؟ فَقَالَ بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ. فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى أَرْسِلْ وَأْتِ بِهِ، لأَنَّنَا لاَ نَجْلِسُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى هَهُنَا." (1صم1:16-11)

‌أ- الرب عاده ما يختار الأشخاص الغير معروفين والضعفاء إختار داود من قرية صغيرة كبيت لحم التى كانت تبعد 25 ميل من الرامة حيث كان يسكن البنى صموئيل (1صم4:8، 13:16)

"إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي." (مز10:27)

"أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي يَقِفُونَ تُجَاهَ ضَرْبَتِي وَأَقَارِبِي وَقَفُوا بَعِيداً." (مز11:38)

"عِنْدَ كُلِّ أَعْدَائِي صِرْتُ عَاراً وَعِنْدَ جِيرَانِي بِالْكُلِّيَّةِ وَرُعْباً لِمَعَارِفِي. الَّذِينَ رَأُونِي خَارِجاً هَرَبُوا عَنِّي. نُسِيتُ مِنَ الْقَلْبِ مِثْلَ الْمَيْتِ. صِرْتُ مِثْلَ إِنَاءٍ مُتْلَفٍ. لأَنِّي سَمِعْتُ مَذَمَّةً مِنْ كَثِيرِينَ. الْخَوْفُ مُسْتَدِيرٌ بِي بِمُؤَامَرَتِهِمْ مَعاً عَلَيَّ. تَفَكَّرُوا فِي أَخْذِ نَفْسِي." (مز11:31-13)

"لأَنِّي مِنْ أَجْلِكَ احْتَمَلْتُ الْعَارَ. غَطَّى الْخَجَلُ وَجْهِي. صِرْتُ أَجْنَبِيّاً عِنْدَ إِخْوَتِي وَغَرِيباً عِنْدَ بَنِي أُمِّي. لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ. وَأَبْكَيْتُ بِصَوْمٍ نَفْسِي فَصَارَ ذَلِكَ عَاراً عَلَيَّ. جَعَلْتُ لِبَاسِي مِسْحاً وَصِرْتُ لَهُمْ مَثَلاً." (مز7:69-11)

‌ب- الله يختار من يرفضه الآخرين. داود كان مرفوض من عائلته واصدقاءه كشخص لم يُنجز الكثير. الرب يستخدم كل هذه الظروف ليجعلنا " بحسب قلبهِ" كداود. ما أنجزه داود فى عينى الرب كان تنمية المحبة للرب.

‌ج- صموئيل مع كونه نبي مُحنك أخطأ التقييم وإختيار الرب. نحن عادة ما نخطأ نفس خطأ صموئيل عندما نُقيم ذواتنا بحسب الخارجيى، قدراتنا أو أفعالنا. تقييم الرب يكون بحسب الداخلي، إتجاه القلب لمحبته.

‌د- الرب يعرف عنواننا ولا يتأخر فى توقيتاته أبداً. الرب جعل الكل ينتظر (7 اخوات) حتى أقام داود فى مكانه. الرب لا يحتاج الى المساعدة لتعيين "من هم كداود". لا نحتاح أن نسعى أن نحصل على إنتباه من هم فى السلطة او المشهورين. داود كان بعيد عن نظر الناس يعبد الرب ويخدم الآخرين. لا نحتاج أن ندفع نفوسنا للأمام لنجذب الإنتباه عندما نؤمن أن عينيّ الرب علينا. يمكن أن يكون لنا الثقة أن الرب سيضعنا فى المكان الصحيح الذى اعده لنا فى التوقيت الصحيح بطريقته.

III. داود وجليات (1صم 17)

أ‌- حدثت أزمة حرجة إحتاجت الى تدخلات الرب المُعجزية للحل (1صم 17). فقط المُحاربين العابدين من لهم تاريخ مع الرب يكونوا مستعدين لأوقات الأزمات. نحن مثل داود يجب أن ننمى تاريخ مع الرب قبل أن نكون مستعدين أن نكون جزء من حل الرب للأزمات.

"وَجَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ جُيُوشَهُمْ لِلْحَرْبِ فَاجْتَمَعُوا ... وَنَزَلُوا ... وَاجْتَمَعَ شَاوُلُ وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ, وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَا وَإِسْرَائِيلُ وُقُوفاً عَلَى جَبَلٍ مِنْ هُنَاكَ وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ." (1صم1:17-3)

ب‌- جليات عير إسرائيل مما جعلهم مملوئين خوف ويأس (1صم11:17، 24-25).

"فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اسْمُهُ جُلْيَاتُ، مِنْ جَتَّ، طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ... قَفَ وَنَادَى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ...وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هَذَا الْيَوْمَ. أَعْطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَارَبَ مَعاً. وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هَذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدّاً... وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ لَمَّا رَأُوا الرَّجُلَ هَرَبُوا مِنْهُ وَخَافُوا جِدّاً. فَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَرَأَيْتُمْ هَذَا الرَّجُلَ الصَّاعِدَ؟ لِيُعَيِّرَ إِسْرَائِيلَ هُوَ صَاعِدٌ" (1صم 4:17-25)

ت‌- إلياب (الأخ الأكبر الغيور) وبخ داود (1صم26:17-30). سوف يكون دائماً هناك أناس عندهم غيرة لمقاومة وإهانة مُسحاء الرب من يرغبون فى إعطاء ذواتهم للرب بطريقة غير عادية.

"فَسَأَلَ دَاوُدُ مَاذَا يُفْعَلُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقْتُلُ ذَلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيُزِيلُ الْعَارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللَّهِ الْحَيِّ؟..وَسَمِعَ أَخُوهُ الأَكْبَرُ أَلِيآبُ كَلاَمَهُ مَعَ الرِّجَالِ, فَحَمِيَ غَضَبُ أَلِيآبَ عَلَى دَاوُدَ وَقَالَ لِمَاذَا نَزَلْتَ، وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ, لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِتَرَى الْحَرْبَ فَقَالَ دَاوُدُ مَاذَا عَمِلْتُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ كَلاَمٌ1." (صم26:17-29)

ث‌- نال داود إستهزاء من إلياب، شاول وجليات. ولكنه عاش معتمداً على نظرة الرب إليه. دوائر النصرة الشخصية دائماً تسبق دوائر النصرة العامة. الرب يعطى نصرة شخصية مع (الدب والأسد) قبل النصرة العامة مع (جليات).

"فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَماً, فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ. فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فَمِهِ ... قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ جَمِيعاً. وَهَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا... وَقَالَ دَاوُدُ الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأَسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ. فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ اذْهَبْ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ." (1صم37:17-33)

ج‌- داود أدرك أن الحرب هى للرب ليست بسيف او برمح.

"وَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ, وَانْتَخَبَ لَهُ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مُلْسٍ ... وَلَمَّا رَأَى دَاوُدَ اسْتَحْقَرَهُ لأَنَّهُ كَانَ غُلاَماً وَأَشْقَرَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ ... فَقَالَ دَاوُدُ أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ ... وَمَدَّ دَاوُدُ يَدَهُ إِلَى الْكِنْفِ وَأَخَذَ مِنْهُ حَجَراً وَرَمَاهُ بِالْمِقْلاَعِ, وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جِبْهَتِهِ, فَانْغَزَرَ الْحَجَرُ فِي جِبْهَتِهِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ, وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ." (1صم40:17-50)

IV. ثلاثة مبادئ رئيسية بتعلمها من حياة داود

‌أ- داود بالدرجة الأولى كان مٌرنم عابد يتوق لمعرفة قلب الرب (مز4:27، 1:18، 23:31، 8:36، 5:145). لا تستسلم بسرعة إذا تعثرت فى قراءة الكتاب المقدس والصلاة.

"وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَال الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ." (مز4:27)

‌ب- داود رأى الرب كمصدر أمانه، ترقيته، تسديد إحتياجاته وتوجيهه. الرب درب داود فى مدرسة الملك شاول المتمرد (1صم20-31). شاول سعى بطريقة مستمرة لقتل داود فى مدة 7سنوات مستخدماً 3الآف جندي. داود حسم المواجهات بإعلانه "ليحكم الرب بينى وبينك" (1صم12:24، 15، 9:26-11، 23-24، 2صم26:15، 5:16-14). داود إستراح في معرفته بأن الرب سوف يحامى عنه بطريقته وفى توقيتاته.

"يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَيَنْتَقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ, وَلَكِنْ يَدِي لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ... فَيَكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيَقْضِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ, وَيَرَى وَيُحَاكِمُ مُحَاكَمَتِي وَيُنْقِذُنِي مِنْ يَدِكَ." ( 1صم13:24-15)

‌ج- داود كان لديه الثقة الشديدة فى مراحم الرب المرتفعة فوق ضعفاته وأخطاءه (مز32، 38، 51، 69). داود كان لديه القدرة الغير عادية على إستقبال مراحم الرب المجانية وصلاحه.

"أمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ. يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلاَصِكَ." (مز5:13)

V. عدم النضوج ليس هو التمرد

‌أ- فهم داود لقلب الرب تم تشكيله على أساس إعلان الرب لصموئيل عن كيفية إختيارالرب لداود. هذا أثر فى نظرة داود لنفسه. رآى نفسه كمن يتلذذ به الرب، كحدقة عينه (مز8:17)، رآى أن الرب ينجى احباؤه (مز5:60).

"أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ. خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي... يَمِينُكَ تَعْضُدُنِي وَلُطْفُكَ يُعَظِّمُنِي." (مز19:18،35)

‌ب- داود شعر انه مميز عند الرب. كلننا مميزون عند الرب كما أعلن لنا يسوع.

"كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي." (يو9:15)

‌ج- داود صورة لمن هو غير ناضج روحيأً ولكن عنده رغبة صادقة لطاعة الرب. داود فهم ان الرب يتلذذ به حتى فى ضغفه وعدم نضجه. عندما يتعثر داود فى خطية يتوب توبة صادقة بدل من الإستمرار فى الخطية لفترة، كأسلوب حياة مساومة. داود كان عنده "نعم" صادقة فى قلبه.

‌د- خارجياً عدم النضج والتمرد يمكن ان يكون لهم نفس الشكل ولكن إتجاه القلب مختلف تماماً فى الحالتين. حقيقة ضعفنا لا يعنى ان محبتنا للرب غير صادقة. محبة غير ناضجة ليسوع ليست محبة زائفة. محبتنا للرب أصيلة حتى قبل النضوج. الرب يرانا محبيين له نصارع مع الخطية وليس عبيد للخطية نصارع لكى نحبه. لا نصف ذواتنا على أننا نصارع لنحب الرب ولكن أننا محبيين صادقين للرب ولكن نصارع مع الخطية.

‌ه- من لهم قلوب صادقة نحو الرب يعترفون بأخطائهم بدون تعميم، يتحملوا المسئولية بدون لوم الآخرين ويتعاملوا مع الخطية بجدية بدون إستهتار او إستباحة.


داود يتفرس فى جمال الرب

I- داود "الرائى"

"لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ." (مز 27 : 4)

‌أ- أعطى الرب لداود فى بداية حياته روح الحكمة والإعلان ليرى جمال الرب.

‌ب- عندما يقرر أى إنسان أن يعيش فى علاقة حقيقية مع الرب، يبدأ هذه العلاقة مع إله غير منظور يختلف تماماً عن الأصنام الصماء. فالله يتكلم بصور وطرق عديدة، وعادة ما يستخدم نطاق الطبيعة فى الكشف عن حقيقته. فالله دائماً يتكلم، ولكن الله روح ويجب أن يتعامل مع أرواحنا بطرق يمكننا فهمها. ونحن أيضاً كائنات روحية فى الأساس، لذا نحن خُلقنا على صورة الله ومثاله. ونحن لنا أيضاً أجساد تتعامل مع نطاق ملك الله الأرضى. ومن ثم يتكلم الله معنا بأن يلمس أرواحنا بطرق "خارقة للطبيعة ولكن بصورة عادية".

1- من الممكن أن يكون النور الذى خُلق فى اليوم الأول للخليقة هو "نور الإعلان" الذى يعطى قدرة للإنسان أن يرى ويتأمل فى الله وينظر الى جمال صفاته.

2- كى يتعامل اله النور الغير محدود مع البشر يجب أن يُستخدم نظام مناسب للطرفين. لذلك فأن الله يعلن عن ذاته عن طريق "روح الإعلان"، ونحن نتفاعل مع نفس الروح عن طريق الصلاة.

3- كل الأشياء الموجودة فى نطاق الطبيعة تتكلم عن وتشير إلى الله.

‌ج- كان داود مُعلم نبوى. ولقد تدرب داود عن طريق 3 مدربين مختلفين:-

1- درس داود التوراة (مما ساعد على نمو حب الكلمة بداخله - "الشريعة") مزمور 19.

2- تدرب داود من صموئيل (1صم 14:13 ، 28:15 ، 16 : 1-7 ، 12 – 13 )

3- روح الإعلان فى قلب داود (1صم 16 : 13).

· قدرة داود أن يرى أشياء عن الله.

· قدرة داود أن يرى كيف يراه الله.

II- قانون "النظر والتغير"

"وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." (2كو 3 : 18)

‌أ- قانون "النظر والتغير" هو أن كل ما تنظر إليه هو ما ستكونه. فقد عمل داود بروح الإعلان النبوى. فقد قرأ داود التوراة ، وتأمل الطبيعة ، وجاز بخبرات الحياة المختلفة مما أنتج هذه العلاقة بينه وبين الله.

‌ب- "النظر" (تشازا بالعبرية) – تعنى يرى، يلاحظ، يتأمل، يتنبأ، يمد أو يعطى.

· الرائى يرى: حالة من النشوة بالإختبار او الذكاء

‌ج- لقد عمل الرسل بنفس روح الإعلان.

1- بطرس

"قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 16 : 15-17)

2- بولس

"وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." (2كو 3 : 18)

"كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ." (أف 1 : 17-18)

3- يوحنا

"اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ ُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1يو 1:1-3)

"فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: "لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ." (رؤ 1 :12-17)

4- أنبياء العهد القديم

· موسى

· إبراهيم

· صموئيل

· حزقيال

· إشعياء

‌د- كثيرون يعانون من التأثير السلبى لتطبيق هذا القانون . فعندما تنظر إلى خطاياك والظلمة بداخلك ، فكم يكون هذا الظلام بالنسبة لك. وعادة مايكون هذا التركيز السلبى نتيجة مباشرة للهوية المفقودة و/أو جروح داخلية.

‌ه- علينا أن نحارب هذه النظرة السلبية بأن نملأ أرواحنا بالطريقة التى يرانا بها الله. فقط عند توجيه النظر بهذه الطريقة ستتغير قلوبنا التغير المطلوب الذى سيساعد فى النظر الصحيح لله و للأخرين.

III- الطريقة التى يرانا بها الله

‌أ- الله لا ينظر كما ينظر الإنسان حسب المظهر والكرامة أمام الناس.

"لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ! فَانْظرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ حَسَبَ الْجَسَدِ. لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءُ. لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءُ. بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ." (1 كو 1 : 25-31)

"أَيُّهَا الْعَبِيدُ، اطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ. وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ انَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ." (كو 3: 22-24)

"لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. إِذاً نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَداً حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ." (2كو : 5 : 14-16)

‌ب- هل لنا التمييز أن نقدر الأشياء ذات المكانة القليلة كأنها أشياء ذات قيمة عالية فى عين الرب وكجزء حيوى فى إرادة الله لحياتنا وأن لها تأثير عظيم فى حياتنا فى المستقبل، أم أننا فقط نقدر الأشياء ذات المكانة الرفيعة؟

"مِنْ أجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أيْضاً، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ." (كو1: 9-10)

‌ج- أناس كداود – حسب قلب الرب – يروا ان "أَمَرَهُ الرَّبُّ " هو المحور المهم والأساسى فى هذه الآية، بينما يرى اناس آخرون أن الدعوة أن "يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ" هى النقطة المحورية المهمة.

"وَأَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ" (1صم 13 : 14)

‌د- نحن كداود، فى أوقات التغيرات الأساسية فى حياتنا علينا أن نقاوم تجربتين شائعتين نعثر فيهم فى أداء مهامتنا. أولاً: يجب أن نرفض أن نسعى إلى المكانة التى تعطى كرامة أفضل أمام الناس بغض النظر عما إن كانت فى إرادة الله. ثانياً: لايجب أن نستسلم للضغوط بأن نفعل ما يريده الناس مناَّ أن نفعله، حتى إذا كانت خارج إرادة الله فى هذا الموسم فى حياتنا. (يو 6 : 15 ، مت 4 : 8-10 ، 2صم 5 : 1-2)

"وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ." (يو 6: 15)

IV- تفاعل داود مع جمال الرب

أ‌- هناك 5 خصائص مختلفة لشخصية الله (مز36 : 5-7) :

يَا رَبُّ فِي السَّمَاوَاتِ رَحْمَتُكَ. أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ. عَدْلُكَ مِثْلُ جِبَالِ اللهِ وَأَحْكَامُكَ لُجَّةٌ عَظِيمَةٌ. النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ تُخَلِّصُ يَا رَبُّ. مَا أَكْرَمَ رَحْمَتَكَ يَا اللهُ فَبَنُو الْبَشَرِ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ يَحْتَمُونَ."

· الرحمة

· الأمانة

· البر

· العدل

· العطف والحنان

V- أسفار الخليقة (مز 19 : 1-6 ، مز 29 ، مز 104)

"اَلسَّمَاوَاتُ تُحدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً. لاَ قَوْلَ وَلاَ كَلاَمَ. لاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ. فِي كُلِّ الأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ وَإِلَى أَقْصَى الْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَناً فِيهَا وَهِيَ مِثْلُ الْعَرُوسِ الْخَارِجِ مِنْ حَجَلَتِهِ. يَبْتَهِجُ مِثْلَ الْجَبَّارِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ. مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ خُرُوجُهَا وَمَدَارُهَا إِلَى أَقَاصِيهَا وَلاَ شَيْءَ يَخْتَفِي مِنْ حَرِّهَا." (مز 19: 1-6)

أ‌. درس داود 3 كتب عن جمال الرب أثناء رعايتة للغنم.

ب‌. السماوات تعطى استنارة لقلب المؤمن عن جمال الرب.

ج. هناك فيض مستمر لفهم جديد و جمال يتجدد يوم بعد يوم. (العدد الثانى)

د. الكلام يصبح غير مهم لقلب المُحب المستنير. (العدد الثالث)

هـ. رأى داود أن الله كعريس مُحب وكجبار عن طريق الشمس. (العدد الرابع والخامس)

و. الشمس والنجوم هم الوعاظ المتجولين الأوليين، يدورون فى مدارهم.

VI- 3 أجزاء لمزمور 29

‌أ- دعوة للعبادة. ( أعداد 1-2 )

‌ب- داود يتكلم عن جمال الرب فى وصف الرعد. (أعداد 3-9 )

‌ج- ضمان البركة. (أعداد 10- 11)

VII- دعوة للعبادة

"قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً. قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ." (مز 29 : 1)

‌أ- قداسة الله :

1. "قدوس": ليس مثله ، منفصل عن ...

2. "قدوس": لا تعنى فقط منفصل عن الخطية والأشياء الخاطئة، ولكنه أيضاً منفصل عن كل الخليقة (ليس مثله) (متميز)

‌ب- العبادة بالنظر إلى تميز الله.

‌ج- إعلان الجمال فى الفداء – مختلف تماماً عن كل الخليقة.

‌د- جمال الحياة المتغيرة – جمال السير فى حب ناضج.

‌ه- تصوير الرعد كأنه آت من عند الإله.

‌و- أحكام الله فى التاريخ.

‌ز- المبشرين الممسوحين.

VIII- 7 طرق مختلفة يظهر فيها الرعد على مسرح الطبيعة (أعداد 5-9)

‌أ- مكسر الأرز : متفاخر ولكن يسقط سقوطاً عظيماً على الأرض.

‌ب- يكسر : ثابتة مشوهة.

‌ج- يمرحها : يطرحها من مكانها.

‌د- يقدح لهب نار : يبدأ لهيب نار يحرق بالتدريج.

‌ه- يزلزل البرية : يؤثر على الأمور المحيطة.

‌و- يولد الإيل

‌ز- يكشف الوعور: عمل صعب ومفصل.

IX- يسوع – ابن داود- جانبين من النظر والتفرس

"طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ." (مت 5: 8)

‌أ- يسوع فى الموعظة على الجبل تكلم بوضوح عن امكانية رؤية الله. فيتبين أنه ربط بين رؤية الله ونقاء القلب. والنقطة هنا ليست مرتبطة فقط بالنجاسة و "حراسة العين" ولكن أيضاً مرتبطة بالطريقة التى نرى بها تحركات الله فى ظروف حياتنا.

‌ب- الكثير يلومون الله على الخبرات الصعبة ويتولد داخلهم "روح مرارة" بسبب الرؤية القاصرة.

‌ج- يتكلم يسوع أيضاً عن حراسة العين ضد سموم النجاسة التى تهاجمنا عن طريق وضع حارس للعين. ويحذرنا أن نتخلص سريعا وبقوة من هذه السموم حتى لا تلوث وتعرقل امكانيتنا من رؤية الله والنظر إلى جمال الرب بعين صحيحة.

"وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ" (مت 6: 23)

‌د- الرب يسوع يتحدى التلاميذ أن يروا مايراه هو.

"أَمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ." (يو 4: 35)

‌ه- يُوصَف الرب يسوع بأنه رجل له هيئة نارية نقية.

"عَيْنَاهُ كَالْحَمَامِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ مَغْسُولَتَانِ بِاللَّبَنِ جَالِسَتَانِ فِي وَقْبَيْهِمَا." (نش 5: 12)

"وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ." (رؤ 1: 14)

‌و- وكان يسوع دائماً يشفى العيون العمياء (مت 9: 27-28 ، 12: 22 ، 15: 30 ، 20: 30 ، 21: 14 ، مر 8: 22-23 ، 10: 46 ، لو 7: 21 ، 18: 35 ، يو 9)

X- تسجيل ماتراه – تدوين الصلاة (حبقوق 2)

"عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ. فَأَجَابَنِي الرَّبُّ: «اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ لِيَرْكُضَ قَارِئُهَا لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَاناً وَلاَ تَتَأَخَّرُ." (حب 2: 1-3)

أ‌. الصلاة بقراءة الكلمة وتدوين ما تسمعه من الله وتراه مهم جداً للنمو الروحى لشعب الرب.

ب‌. أؤمن أن الكتاب المقدس كله يخدم هدف واحد أساسى معلن بطريقتين أساسيتين : أ- إعلان يسوع المسيح ب- التحول الشخصى والجماعى

"فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. ولاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ." (يو5 :39-40)

1. كان يتكلم يسوع مع القادة الدينيين فى هذه الأيام وكان يصحح الطريقة التى يستخدموا بها الكلمة (التوراة وكتب الأنبياء).

أ‌. هدف الكلمة هو إعلان يسوع لنا.

"كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ." (أف 1: 17)

ب‌. هدف الكلمة هو تغيير حياتنا.

· القلب/العقل : رو 12: 1-2

· السلوك : مت 7: 24-25 ، يعقوب 1: 22-25 ، 2: 14-26

ج. يعطينا حبقوق خطة أساسية لإستخدام الكلمة ليعلن يسوع لنا وتتغير حياتنا بصوره شخصية بقوة الإعلان.

1. على مرصدى أقف وعلى الحصن أنتصب: دعوة للصلاة والعلاقة مع الرب يسوع .

2. أراقب لأرى ماذا يقول.

3. اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح.

4. ليركض قارئها.

5. وفى النهاية تتكلم ولاتكذب.

6. وان توانت فأنتظرها.

XI- كمال النظر والتغير – "كما فى السماء كذلك على الأرض"

‌أ- رغب داود بشدة فى إظهار طبيعة وصفات الله المُعلنة له فى حياته على الأرض. وفى كثير من المواقف نراه يُعلن الله للأرض.

1. الإتضاع: مُسح ليكون ملك ثم عاد لرعاية الغنم (1 صم 16)

2. الشجاعة: الإنتصار على جليات (1 صم 17) .

3. خادم أمين: خدم شاول بقلب فرح (1صم 16 – 17).

4. عابد ومسبح حى

5. قاضى عادل: لم يقتل شاول عندما اتيحت له الفرصة.

6. رحيم ووديع: أظهر رحمتة ووداعته لبيت شاول مع مفيبوشث (2 صم 9)

‌ب- مبدأ نبوى: انت مسئول ان تُظهر فى حياتك على الأرض ما يُعلنه لك الله .

‌ج- يسوع هو كمال تجسد الله ظاهرعلى الأرض فى جسد واحد. قال يسوع بنفسه أن هدف الآب بأن يُحضر السماء للأرض.

"فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ." (مت 6: 9-10)

"لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ." (أف 1: 10)

‌د- أورشليم الجديدة: الكمال النهائى والتعبير الأعظم.

"وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا." (رؤ 21:2)


تنمية العلاقة الحميمة مع الرب: لقاء الرب العريس

I – مَثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات (مت 25: 1 -13)

‌أ- في متى 24- 25 علم يسوع عن آخر الأيام (مت 24 : 3- 44) ثم طبق هذا التعليم لمن دعاهم لمواقع قيادية (مت 24 : 45 - مت 25 : 30) في ثلاثة أمثال قبل وصف قضاء آخر الأيام (مت 25:31 – 46). هذان الإصحاحان هما تعليم واحد موجه لإعداد القادة في آخر الأيام.

1. المثل الأول: تأخر يسوع كان أقل وقتاً مما هو متوقع (جاء يسوع أسرع مما هو متوقع).

§ مثل العبد الحكيم والعبد الردئ (مت 24 : 45 – 51) يصف نوعين من القادة في ملكوته. القادة الغير الصالحين أخطأوا نوع العمل.

2. المثل الثاني: تأخُر يسوع كان أطول من المتوقع (يسوع أبطأ في المجئ عن المتوقع).

§ مثل العذارى الحكيمات والجاهلات في (مت 25 : 1 -13) يؤكد على تنمية الشركة مع الروح القدس ونحن ننمي علاقتنا الحميمة مع يسوع كالرب العريس. الذين إستجابوا بطريقة خاطئة عملوا كثيراً (وبروح خاطئة أهملوا العلاقة الحميمة مع يسوع).

3. المثل الثالث: تاخُر يسوع أصعب من المتوقع.

§ مثل الوكيل المالي الأمين في (مت 25 : 14 – 30) يركز على أن نكون أمناء في المهمة المحددة لنا في الخدمة وبالأخص في الأوقات التي تبدو انها صغيرة وصعبة. الذين اخطأوا في إستجابتهم للرب عملوا قليلاً جداً وأهملوا قيمة المهمة الموجهة لهم في الخدمة.

‌ب- في (مت 24 – 25) كان يسوع يُعد الكنيسة لتسير في نصرة عظيمة وقت الضيقة. الكنيسة ستختطف في نهاية الضيقة العظيمة. لن تتغيب الكنيسة أثناء الضيقة ولكننا سنشترك مع يسوع لإطلاق هذه الضيقة على ضد المسيح من خلال الصلاة كما أطلق موسى قضاء الله ضد فرعون.

"وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ ... فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ (الاختطاف) مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا." (مت 29:24-31)

‌ج- تشجيع يسوع الأساسي للكنيسة للإعداد لآخر الأيام هو أن نسهر ونراقب أو بمعنى آخر أن ننمي إتصال قلوبنا بالروح القدس (مت 24 : 42 -43 ، 25 : 13 ، مر 13 : 33 – 38 ، لو 21 : 36 ، رؤ 3 : 3 ، 16 : 15)

"اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ." )مت 42:24(

"فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ." (مت 13:25)

‌د- الروح القدس يؤكد في آخر الايام ثلاثة جوانب من شخصية يسوع وخدمته في كونه العريس والملك والقاضي (مت 24 – 25 ، رؤ 19 ، أش 61 – 63 ، مز 45). في كونه العريس نرى رغبته وإشتياقه لنا وفي كونه الملك نرى قوته وفي كونه القاضي نرى غيرته أن يزيل كل ما يمنع أو يعوق محبتنا له. يلقي يسوع الضوء على هذه الجوانب من خدمته في (مت 24 – 25).

‌ه- في المثل الاول (مت 24 : 45- 51) تكلم يسوع عن القادة الذين يقودون ويطعمون شعبه وصنفهم إلى قادة أمناء وحكماء بالمقارنة بالقادة الأردياء. وفي المثلين التاليين تكلم يسوع بالتحديد عما يتعلق بالحكمة (مت 25 :1 – 13) والأمانة (25 : 14 – 30)

II-القيادة بطريقة الملكوت في آخر الأيام: تعريف القيادة الحكيم

"حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ." (مت1:25-2)

‌أ- العذارى: كل المؤمنين كالعذارى أمام الله بسبب بر يسوع (2 كو 5 : 17)

"لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ." (2كو2:11)

‌ب- المصباح: كل من العذارى لها مصباح وهذا يمثل خدمة تأتي بنور الله للآخرين (مت 5 : 15 – 16، رؤ 1 :20، 2: 5، زك 4 : 2، أش 62 : 1، يو 5 : 35)

‌ج- العريس: كل هذه الخدم لها إعلان عن يسوع كالرب العريس . هؤلاء هم خدام الرب الذين تلاقوا مع يسوع كالرب العريس.

"وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ»." (رؤ17:22)

‌د- حينئذ: تشير إلى نهاية الزمان وهي الفكرة الرئيسية المؤكدة في متى 24 هذا هو الوقت حينما يشبه ملكوت السموات عشر عذارى خرجن للقاء العريس.

III-الخمس عذارى الحكيمات: إكتسبن زيت أثناء إشتعال مصابيح الخدمة الخاصة بهن

"وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ." (مت 2:25-4)

‌أ- الزيت يتكلم عن حضور الروح القدس وإرتباط قلوبنا به ونحن ننمي حياتنا الشخصية في الخفاء مع الرب (2 كو 1 : 21 ، 1 يو 2: 20، 27). الزيت إستخدم كوقود للمصابيح كغذاء وكدواء لشفاء المرضى. زيت الروح القدس يلمس قلوبنا بطرق مختلفة. الزيت يلين قلوبنا ويعيننا أن نشعر بشوق الله لينا. الزيت يزيد إشثياقنا له عندما نتلاقى مع إشتياقه لنا. الزيت ينير إدراكنا بالإعلان عن جمال الله. الزيت يقوي ويدعم هويتنا كأبناء أمام الآب وعروس الإبن. الزيت يعطينا غيرة للبر تعيننا في مقاومتنا للخطية.

‌ب- الجاهلات أخذن مصابيحهن (خدمتهن) ولكن لم تأخذن زيت. بمعنى آخر سعوا وراء الخدمة كأولويتهم الأولى أكثر من أن يكون لهم زيت في علاقتهم بيسوع.

‌ج- الخدم الحكيمة أخذوا زيت في أنيتهم مع مصابيحهم . بمعنى آخر سعوا أن يكون لهم زيت كأولويتهم الأولى قبل بحثهم عن إتساع خدمتهم والإعلان عنها. الشاهدان هما إبنا الزيت (زك 4 : 14)

IV-خدمة إعداد الطريق في آخر الأيام: الصرخة الثلاثية الأبعاد

"وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ." (مت 5:25-7)

‌أ- في منتصف ليل التاريخ سيصرخ معدي الطريق برسالة للأمم لها 3 أبعاد. وهذا يلخص رسالة معدي الطريق الثلاثية الأبعاد.

‌ب- أولاً: مجئ يسوع يُشير إلى نصرته وأحكامه المعلنة. في آخر الايام سيقوم الله بإطلاق موجات متتالية من النهضة وستستمر في الزيادة حتى مجيئه ثانية على السحاب.

‌ج- ثانياً: يأتي يسوع كإلهنا العريس برغبته العميقة في العلاقة الحميمة معنا.

‌د- ثالثاً: يجب علينا أن نخرج للقاؤه وأن نقوم بالمجهود اللازم لنهيء نفوسنا لمقابلته من خلال العبادة، الصلاة والصوم والطاعة للكلمة.

‌ه- يجب علينا أن نكتسب زيت في وسط الحياة اليومية.

"نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ ... فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ." (مت 5:25-7)

‌و- كلهن نمن وأطفأن مصابيحهن. في هذا لمثل النوم ليس شراً أو سوء. النوم يمثل الإنشغال بأمور الحياة اليومية. فنحن نقوي علاقتنا الحميمة مع يسوع في وسط ظروف الروتينية اليومية والأمور الطبيعية.

‌ز- الحكيم وغير الحكيم كلاهما ناما (مت 25 :5 ، مر 4 : 27)

V-أكد يسوع على الإحتياج الشديد ان نكتسب زيت في آخر الأيام

‌أ- الخدم الجاهلة أدركوا خطأهم بإهمالهم للزيت

"فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ." (مت 8:25-9)

‌ب- الحكيمات فهمن محدوديتهن وأدركن ان تاريخهن الروحي مع الله وإستعدادهن الروحي لا يمكن أن ينقل للآخرين.

‌ج- يسوع يشجعنا أن نشتري زيت وأن ننهمك في الطرق التي عينها هو لننمي علاقة حميمة مع الله. في شرائنا للزيت نحن لا نكتسبه بإستحقاق ولكن نستثمر حياتنا بطريقة ثمينة لنهئ أنفسنا لنناله

"أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ." (رؤ18:3)

‌د- الطريقة الثرية ليكون لنا زيت هي أن نغذي أنفسنا بإستمرار على كلمة الله. هذا يهيء قلوبنا أمام الله لنأخذ منه مجاناً.

"وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ." (لو 39:10)

VI-الإستعداد للموجة الآتية من الروح القدس

"وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ (مواسم من النهضه المتتاليه) وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ (الفرصه لأكون نافع فى الخدمه). أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا. فَأَجَابَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ." (مت 10:25-12)

‌أ- هذا المقطع ليس تحذيراً أن نخسر خلاصنا. يسوع لم يعرفهم أو يتعرف عليهم كمن كان له علاقة حميمة معه كعريس. "أنا لا أعرفكم" تصف نقص الصداقة والعلاقة الحميمة وليس فقدانهم للخلاص كما قال يسوع قبلاً "إني لم أعرفكم قط" (مت 7 : 23). يسوع لم يشر إليهم إنهم أردياء (مت 28 : 44) أو أشرار متكاسلين (مت 25: 6) أو ملاعين (مت 25 : 41).

‌ب- طبقاً للعادات اليهودية القديمة لتلك الأيام كانوا يحتفلون بالزفاف على مدار بضع ليالي (مثالياً تكون 7 ليالي لعائلة ثرية) الأكثر قرابة للعروسين يدعون الليلة الأولى وبالتالي الليالي التالية وكما أن الزفاف اليهودي كان يمتد على مدار 7 أيام مع إلقاء الضوء كل ليلة على أمر مختلف كذلك الله يطلق أمواج مختلفة من الروح القدس تنمو وتبني معاً إلي كمال النهضة في آخر الأيام والتي تبلغ قمتها بمجئ يسوع الثاني ثم تأتي الخاتمة المهيبة بعشاء عرس الخروف (رؤ 19 : 7 -9)

‌ج- المستعدون فقط "بكونهم أقرباء للعريس" هم من دخلوا ليحتفلوا. بمعنى آخر من كانوا مستعدين دخلوا معه أو كانوا في مكان نافع للخدمة في نهضة الأيام الأخيرة. الآخرون نادوا "إفتح لنا" أو إعطنا مكان للخدمة النافعة في نهضة آخر الأيام.

‌د- العذارى الجاهلات قلن "يارب إفتح لنا". إفتح لنا باب الفرصة لنكون نافعين للخدمة كما فعلت للعذارى الحكيمات. كثيرون سيفقدون الفرص المستقبلية ليكونوامستخدمين بكل طاقتهم.

‌ه- وصية يسوع هي أن نتنبه ونسهر وأن نفتح قلوبنا لننمي علاقة حميمة معه كالعريس

"فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ." (مت 13:25)


الصلاة التي تشتعل وتتقوى بالعلاقة الحميمة مع الله

I. دُعينا لنحيا العلاقة الحميمة مع الله

‌أ- الروح يدعو الكنيسة لعلاقة حميمة عميقه مع الله. خدمتى الأولى كانت تُركز فقط على التبشير. لم يكن لدى فهم لاهوتى عن صلاة من أجل النهضة او للتركيز على العلاقة الحميمة مع الله. في مايو 1983 ومن خلال صوم جماعى لمدة 21 يوماً، تكلم الرب بصوت مسموع فى سياق (مزمور 27 : 4) قائلاً: "سأطلق صلاة على مدار 24 ساعة فى روح خيمة داود".

"وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ." (مز 27 : 4)

‌ب- فى يوليو 1988 بينما كنت أقرأ (نشيد الانشاد 8: 6)، اتصل بى بوب جونز ليقول لى ان الرب تكلم معه بصوت مسموع وهو يعد بأن يُطلق نعمة على جسد يسوع حول العالم ليحيوا بحسب (نشيد الانشاد 8 : 6 -7)، وان على ان اركز على هذا الموضوع طوال خدمتى. أن يضع يسوع "ختم من نارعلى قلوبنا" يتكلم عن ان ننال تدريجياً نعمة لنختبر اكثر من حب الله.

"اِجْعَلْنِي (يسوع) كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ (الله)قَاسِيَةٌ (تطالب و تلح) كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ.مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ (الخطية و الضغط) لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ... " (نش 8 : 6-7)

‌ج- الختم الملكي: يوضع ختم من الشمع، يُختم بخاتم التوقيع الملكى، على الوثائق المهمة في العالم القديم لحماية هذه الوثائق. كان الختم الملكي محمي بكل موارد الملك.

‌د- الموت الجسدي قوى وشامل. لا شئ فى العالم المادى ينجو من قوته. محبة الله فينا قوية وشاملة كالموت. لا شئ فى حياتنا يقدر ان يختبئ من قوته. محبة الله الغيور لن تسمح لاى مجال به تهاون وتساهل فى حياتنا ان يهرب من قبضته. محبة الله المنسكبة فى قلوبنا عندما نستسلم لها، اقوى من فيضان الاغراء.

"مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا." (رو 5 : 5)

‌ه- المياه دائما تطفئ النار، إلا إذا كانت نار الله الخارقة للطبيعه. سيرسل العدو فيضانات من الاضطهاد، والاغراء، وخيبة الأمل، والألم ليطفئ هذه النار. (رؤ12 : 15، أش 43 : 1-2).

‌و- نجعل او نضع يسوع على قلوبنا، باننا ببساطة نطلب منه ان يلمس قلوبنا بحضوره. ان نضع يسوع على قلوبنا هو ان ندعوه لان يطلق نعمة اكثر ليلمس فكرنا ومشاعرنا.

"الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ." (رو 13 : 14)

‌ز- الصلاة والصوم والتأمل في الكلمة يوجه قلوبنا امام الله لننال بحرية وسهوله.

‌ح- نشيد الانشاد هو اغنية حب، ويمكن ان تفسر بطريقتين:

1. التفسير الطبيعي: يصف العلاقة بين الملك سليمان وعروسه الشونامية. تؤكد المبادئ الكتابية والتى تكرم جمال الحب فى الزواج.

2. التفسير الروحي: العلاقة بين الملك سليمان وعروسه ترمز للحقائق الروحية في العلاقة بين الملك يسوع وكنيسته. الزواج الطبيعي سيزول ولكن الكتاب المقدس (بما فيه من نشيد الانشاد) يبقى إلى الأبد (مت 22 : 30).

II. كنيسة آخر الإيام فى هوية العروس

‌أ- كنيسه آخر الايام ستكون فى وحدة عميقة مع الروح القدس ستقول وتفعل ما يقوله ويفعله الروح القدس. ماذا يفعل الروح القدس؟ فهو يتشفع لكى يأتى يسوع بقوة. ماذا يقول الروح؟ هو يعلن هوية الكنيسة كعروس يسوع.

"وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ»" (رؤ 22 : 17)

‌ب- رؤيا 22: 17 تتنبأ عن عمل كنيسة آخر الايام:

1. ممسوحة بالروح

2. مشتركة فى الشفاعة

3. مؤسسه فى هوية العروس

4. مثمرة فى الحصاد

‌ج- الصلاة الثلاثيه الابعاد لكنيسة آخر الإيام ليأتى يسوع:

1. تعال قربنا في علاقة حميمة: اختراق على مستوى شخصي في قلبي نحو الله.

2. تعال إلينا في نهضة: اختراق للروح القدس في نهضة على مستوى وطني أو إقليمي.

3. تعال لأجلنا على السحاب: اختراق تاريخي بمجيء يسوع ثانياً.

‌د- رسالة العريس هى دعوة إلى العلاقة الحميمة مع الله. هى دعوة لأختبار الامور العميقة لقلب الله (مشاعرة وعواطفه) لا ننظر ليسوع كحبيب بالمعنى المادى.

"الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.ِ. نَأْخُذْ..ِ الرُّوحَ.. لِنَعْرِفَ(نختبر) الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ." (1 كو2 : 10-12)

‌ه- كأبناء الله نكون في مكان نختبر عرش الله كورثة لقوته وسلطانه (رو 3: 21، رو 8 : 17). كالعروس نكون في مكان لنختبر قلب الله (مشاعره، عواطفه، أشواقه إلينا). كليهما مواقع فريدة في الإمتياز أمام الله. فهمنا لرساله الله كأب لنا امر اساسي ورئيسي لفهمنا لرسالة العريس.

‌و- أغلب المؤمنات لا تصارعن مع فكرة أنهن أبناء الله لأنهن لا يرون في هذه دعوة أن يكن أقل أنوثة. ولكن في الأغلب يصارع الرجال مع كونهم عروس المسيح لأنهم يستنتجوا خطأ أن هذه دعوة تقليل الرجولة. اختبار حقيقة كوننا عروس للمسيح لا يضعف رجولة أي شخص ولكن على العكس يقويها ويُرسخها.

‌ز- بعض من رجال الله العظام عاشوا في الحقيقة الجوهرية لهويتهم كعروس للمسيح. الملك داود : كان أعظم ملوك إسرائيل المحاربين ولكنه كان عابداً للرب مريض حباً بالرب مفتون بأشواق الرب إليه. الرسول يوحنا: كان اسمه "ابن الرعد" ولكنه وصف نفسه خمس مرات "بالتلميذ الذي كان يسوع يُحبه" (يو 13: 23 ؛ 19: 26 ؛ 20: 2 ؛ 21: 7،20) يوحنا المعمدان: كان نبياً نارياً دعاه يسوع "أعظم رجل" (مت 11: 11) أدرك وعرف يسوع العريس. (يو 3: 29)

‌ح- جوهر رسالة العريس هو الإعلان عن مشاعر يسوع لنا كالعريس. يسوع العريس ممتلئ برأفة ورحمة. هو لطيف معنا في ضعفنا. البعض يُغلط التمرد بعدم النضج الروحي. الله يغضب من التمرد والعصيان ولكن قلبه ممتلئ بالرأفة نحو مؤمنين مخلصين، غير ناضجين، الذين يلتمسون طاعته. فهو يستمتع بنا حتى في ضعفنا (مز18 : 19، 35، 130: 3-4).

‌ط- يسوع العريس له قلب مبتهج (فرحان). يسوع كان أكثر ابتهاجاً من أي شخص في التاريخ (عب 1: 9). تاريخ الكنيسة أغلبه رآى الله كشخص غالباً ما يكون غاضب أو حزين عندما يتواصل معنا. يسوع العريس له عواطف ملتهبة نارية. عنده رغبات متقدة ويتوق لنا. الكنيسة سُتغسل بإختبارها لقلب يسوع المتعلق بها بشغف (اف 5 : 26 -29). لكى نفهم يسوع كعريس ملتهب بالمشاعر نحونا يجب ان نري نفوسنا كعروسه المدللة.

‌ي- الكنيسة تغني لله، أغاني الحب التى تملأ قلبه، صرخة الحرب في شفاعة الكنيسة ستطلق من أغاني الحب التى يعطيها لنا الروح.

‌ك- وفي نوفمبر 1995، حلمت حلم نبوي، يحثنى أن أدعو شعب الله " حفصيبة "

"تُدْعَيْنَ «حَفْصِيبَةَ».. لأَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِكِ وَكَفَرَحِ (كتمتع) الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلَهُكِ. عَلَى أَسْوَارِكِ..أَقَمْتُ حُرَّاساً لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ... وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ." (اش 62: 4-7)

‌ل- "رسالة حفصيبة" هي أن الله يستمتع بنا ويفرح بنا كفرح العريس بالعروس. فهى نفس رسالة نشيد الانشاد. لسنوات صليت من أجل النهضه بدون أختبار رسالة "حفصيبة ". أحد أسباب استنزاف المتشفعين، هو فقدان اللقاء بيسوع اثناء سنوات انتظار النهضة. اعلان العروس فى (اش 62: 4-5) ضرورى لإستمرار دوام الصلاة 24\7 فى (اش 62: 6-7).

III. تنمية زيت العلاقة الحميمة مع يسوع (مت 25 : 1-13)

‌أ- في (مت 24- 25) علّم يسوع عن آخر الأيام (مت 24 : 3- 44) ثم طبق هذا التعليم لمن دعاهم لمواقع قيادية في ثلاثة أمثال (مت 24 : 45 - مت 25 : 30) قبل وصف قضاؤه في آخر الأيام (مت 25 : 31– 46). هذان الإصحاحان هما تعليم واحد موجه لإعداد القادة في الأيام الأخيرة.

‌ب- يُلقى يسوع الضوء على هذه الجوانب الثلاثة من خدمته (متى 24-25) كالعريس، والملك، والقاضي. في الازمنة الاخيرة سيؤكد الروح على هذه الجوانب الثلاث من شخصيته. (مت 24-25، رؤ 19، اش 61-63، مز 45). كالعريس نتقابل مع إشتياقه إلينا. كالملك نتقابل مع قوته، وكالقاضى نتقابل مع غيرته ان يُزيل كل ما يعوق المحبة. لا يوجد تناقض بين يسوع العريس والقاضى. يُعبر عن حبه فى احكامه التى تُواجه وتُزيل الطغاه الذين يكرهون قيادته وشعبه.

‌ج- نصيحه يسوع الاساسيه لنستعد للازمنه الاخيره هى ان نسهر او ان ننمى إتصال عميق بقلوبنا مع الروح (مت 24: 36 42-44، 50 ؛ 25 : 13 ؛ مر 13 : 33 -38، لو 21 : 36، رؤ 16 : 15).

"فَإسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ." (مت 25 : 13)

‌د- الإشارة عشر مرات ان نسهر ونصلى فيما يتعلق بالازمنة الاخيرة. (مت 24 : 42، 25 : 13، مر 13 : 9، 33، 34، 35، 37، لو 21: 36، ا تس 5 : 6، رؤ 16 : 15) أن نسهر هو ان نوجه نفوسنا لننال قوة من الروح القدس لنحب الله والناس. هو المكان الذى فيه نؤيد بالقوة لنطيع يسوع ونؤثر فى الناس والمجتمع. اشبه هذا بأن نأخذ وقت لنضع وقود فى سيارتنا بدل من ان ندفعها. انه كبرياء ان نسعى ان نسير فى محبة بدون ان نتصل ونتحد بالروح.

IV-القادة في الملكوت في نهاية الدهر: تعريف القيادة الحكيمة

"حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ." (مت1:25-2)

‌أ- العذارى : كل المؤمنين عذارى أمام الله بسبب بر يسوع (2 كو 5 : 17)

"لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ." (2 كو2:11)

‌ب- المصباح: كل من العذارى كان لها مصباح وهذا يمثل خدمة تأتي بنور الله للآخرين (مت 5 : 15 – 16، رؤ 1 :20، 2: 5، زك 4 : 2، أش 62 : 1، يو 5 : 35)

‌ج- العريس: كل هذه الخدم لها إعلان عن يسوع العريس. هذه خدم قد خرجت للقاء العريس أو من تلاقوا مع يسوع كالعريس.

"وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ»." (رؤ17:22)

‌د- حينئذ: نسأل متى يكون حينئذ. حينئذ تشير إلى آخر الأيام المؤكدة في (متى 24). هذا هو الوقت حينما يشبه ملكوت السموات عشر عذارى خرجن للقاء العريس.

V-الخمس عذارى الحكيمات: إكتسبن زيت أثناء ما أضأت مصابيح خدمتهن

"وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ." (مت2:25-4)

‌أ- الزيت يتكلم عن حضور الروح القدس وإرتباط قلوبنا به ونحن ننمي حياتنا الشخصية في الخفاء مع الرب (2 كو 1 : 21، 1 يو 2: 20، 27). الزيت إستخدم كوقود للمصابيح، كغذاء، كدواء لشفاء المرضى. زيت الروح القدس يلمس قلوبنا بطرق مختلفة الزيت يطري ويلين قلوبنا. ويعيننا أن نشعر بشوق الرب إلينا. الزيت يُوسع ويزيد إشتياقنا الى الرب عندما نقابل شوقه إلينا. الزيت يُنير إدراكنا بإعلان عن جمال الله. الزيت يقوي ويدعم هويتنا في كوننا أبناء أمام الآب وعروس يسوع. الزيت ينقل لنا غيرة للبر تُعيننا في مقاومتنا لإغراءات الخطايا.

‌ب- الجاهلات أخذن مصابيحهن (خدمتهن) ولكن لم تأخذن زيت. بمعنى آخر سعوا وراء الخدمة كأولوية أكثر من أن يكون لهم زيت في علاقتهم بيسوع.

‌ج- الخدم الحكيمة أخذوا زيت في أنيتهم مع مصابيحهم. بمعنى آخر سعوا كأولوية أن يكون لهم زيت قبل بحثهم عن إتساع خدمتهم والإعلان عنها.علاقتنا مع يسوع هى أهم حلم لنا وليس دورنا فى الخدمة. الشاهدان هما إبنا الزيت (زك 4 :14)

‌د- أدركت الخدم الجاهلة خطأهم بإهمالهم للزيت. الكثير من "مصابيح الخدمة" ستنطفئ لان ينقصهم الحيوية الروحية لدهن او زيت الروح. يفهم الحكيم حدوده ويعرف ان الاستعداد الروحى لا ينتقل له من الآخرين.

"فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ ذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ." (مت 8:25-9)

‌ه- يُشجعنا يسوع أن نشتري زيت وأن ننشغل بالطرق التي عينها هو وأقامها لننمي علاقة حميمة مع الله. في شرائنا للزيت نحن لا نكتسبه بإستحقاق ولكن نستثمر حياتنا بطريقة ثمينة لكي نكون مهيأين لنناله.

"أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ." (رؤ18:3)

VI-الإستعداد لموجة الروح القدس القادمة

"وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ(مواسم من النهضه المتتاليه) وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ (الفرصه لاكون نافع فى الخدمه). أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا. فَأَجَابَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ." (مت10:25-12)

‌أ- هذا المقطع ليس تحذيراً أن نخسر خلاصنا. يسوع لم يعرفهم أو يتعرف عليهم كمن لهم علاقة حميمة معه كعريس. "أنا لا أعرفكم" تصف فقدانهم للصداقة والعلاقة الحميمة وليس فقدانهم للخلاص. لم يدعوهم أردياء (مت 28 : 44) أو أشرار متكاسلين (مت 25: 6) أو ملاعين (مت 25 : 41). و لا قال أنه لم يعرفهم قط (مت 7 : 23).

‌ب- طبقاً للعادات اليهودية القديمة فى تلك الأيام، كانوا يحتفلون بالزفاف على مدار بضع ليالي (مثالياً تكون 7 ليالي للعائلة الثرية). يدعى من هم أكثر قرابة للعروسين الليلة الأولى وبالتالي الليالي التالية.

‌ج- وكما أن الزفاف اليهودي كان يمتد على مدار 7 أيام ويتم إلقاء الضوء على أمر مختلف كل ليلة. كذلك يطلق الله أمواج مختلفة من الروح القدس تنمو وتبني معاً إلي كمال النهضة في آخر الأيام و تبلغ ذروتها بعشاء عرس الخروف (رؤ19: 7-9).

‌د- المستعدون فقط "الأكثر قرباً للعريس" هم من دخلوا للإحتفال. وهذا يشير الى من سيكونوا مستعدين ليستخدمون من الله بقوة فى نهضة الأيام الأخيرة.

‌ه- من كانوا مستعدين هم فقط من دخلوا ليحتفلوا فى الليله الأولى، وبالتالى فى الليالى التالية. والآخرون صرخوا "يارب إفتح لنا" – إعطنا مكان نافع للخدمة فى نهضة آخر الايام.

‌و- وصية يسوع هي أن نتنبه ونسهر وأن نفتح قلوبنا لننمي علاقة حميمة معه كالعريس. سيفقد كثيرون فرص مستقبلية ليستخدموا بملئ ما كان لهم

"فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ." (مت 13:25)

‌ز- فى هذا المثل يحذر يسوع أن الحكيم قد يصبح جاهل إذ أهمل أن يستمر فى تنمية العلاقة الحميمه مع يسوع بأن يخرج للقاء العريس يسوع (مت 25 : 1).

‌ح- الطريق الأساسى والجوهرى لننال زيت هو بأن نتغذى على كلمة الله بطريقة مستمرة. هذا يوجه قلوبنا أمام الله لننال منه. هذا لا يجعلنا نكتسب عن استحقاق رضى الله.


الله يحبنا من كل قلبه

مراجعة: الحقيقة المُطلقة

‌أ- الله محبة – محبة صادقة (١يو ٤:١٦). المحبة الصادقة هي كيان الله. المحبة الصادقة أهم أمر في شخصية الله وفي كل علاقاته – علاقته بالله، بنا، وبما يطلبه منّا. منذ الأزل، الله أحبّ الله من كل قلبه وقدرته. فهكذا يحب الآب الإبن، والإبن يحب الروح، إلخ.

‌ب- إن المحبة المُشتعلة في قلب الله، تظهر على الأقلّ في خمسة أوجه مختلفة، مترابطة بعضها ببعض:

1. محبة الله لله: كل شخص في الثالوث يحب الآخرين بشدّة من كل قلب.

2. محبة الله لشعبه: هو يحبّ شعبه من كل قلبه، فكره وقدرته. فقوة محبته للمفديين توازي قوة محبته داخل شركة الثالوث.

3. محبتنا لله: محبة الله تنسكب على شعبه من خلال الروح (رو ٥:٥)

4. محبتنا لأنفسنا: محبتنا لأنفسنا تنبع من محبة الله وهي من أجله.

5. محبتنا للآخرين: تأتي محبتنا للآخرين بعد إختبار حب الله الفياض (١يو 19:4 )

‌ج- من الإفتراضات الأساسية في سلسلة التعليم هذه، أن قوة محبة الله لنا هي نفس قوة محبة الله لله ويجدر بنا أن نثبت في هذه الحقيقة كل أيام حياتنا. (يو ١٥:٩، ١٧:٢٣)

"... وليعلم العالم أنك (الآب) ... أحببتهم كما أحببتني." (يو ١٧:٢٣)

"كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي." (يو ١٥:٩)

‌د- اثبتوا في المحبة: أن نثبت في المحبة يعني أن نحيا فيها. وهذا يتطلب منا أن نُركز على أن نحيا في محبة الله. أن نوجه قلوبنا نحو التعمّق لرؤية وفهم هذا المفهوم (١يو ٣:١). يجب علينا أن نتعلم عن مشاعر الرب وأن ننمو في فهم الأوجه المختلفة لمحبته.

"أنظروا أية (نوعية) محبة أعطانا الآب ..." (١يو ٣:١)

‌ه- الوحدة الموجودة في الثالوث، تُظهر طبيعة ونوعية وشدة محبة الله وعلاقاته. هذه العلاقات ترسم لنا صورة عن ما هو الحب الكامل، وكيف يتواصل الله مع الله، كيف يتواصل معنا، وكيف نتواصل نحن معه ومع الآخرين. كلّ شخص في الثالوث يتمتع بالعلاقة بعضهم البعض ويتشاركون فيها . فيسوع يفرح ويتحمس في حبه للآب. مشاعره تتحرك بحبه للآب وبحب الآب له. هذا الحب ليس حب أوتماتيكي. لا يوجد لامبالاة أو الضجر في علاقته مع الآب.

‌و- إن حقيقة الثالوث العظمى، هي التي تُفهمنا محبة الله. فمحبة الله لنا هي نفس المحبة التي تنسكب داخل الثالوث − هي نفسها. هو لا يحرمنا من فضائله ولو للحظة واحدة. محبّته كاملة دائماً، ولا يبخل بها علينا، لأن هذه هي طبيعته. هو لن ينقص من محبته أبداً ولن ينمو فيها، لأن محبته غير محصورة وأبديّة.

‌ز- العظمة التي يتمتع بها الله تشمل محبته المُشتعلة، قدرته اللا محدودة، حكمته الجليلة، وروعته الملوكية. النظر الى عظمته، تبدأ بالنظر إلى محبته المميزة والعلاقات داخل الثالوث. هذه الأشياء تُعطينا فكرة عن جمال يسوع، سلطانه وأهميته.

-IIمن القواعد الروحية: محبة الله المُعلنة

‌أ- عندما يريد الله أن يُعزز حبنا له، فهو يبدأ بإعلان محبته لنا أولاً. فنحن نحب الله لأننا نرى أنه هو يُحبنا. هذه هي الحقيقة التي تُغيرنا.

"نحن نحبه لأنه (نحن ندرك) هو أحبّنا أولاً." (١يو ٤:١٩)

"واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح ..." (يهوذا ٢١)

‌ب- إن المشاعر التي يكنّها يسوع لنا، هي التي تعبر أقصى التعبير عن قيمتنا. فمشاعره تجاهنا هي نفس مشاعر الآب تجاهه. (يو ١٥:٩−١٧:٢٣). هذه هي أبسط وأعمق حقيقة في الملكوت. هي المقدمة والقمة في الملكوت. هذا هو التعبير الأعلى عن قيمتنا. تُعطي كل مؤمن الحق برؤية نفسه كالشخص "المُفضل عند الله".

"كما أحبني الآب، كذلك أحببتكم أنا؛ اثبتوا في محبتي ... كلمتكم بهذا، لكي ... يكمل فرحكم" (يو ١٥:٩-١١)

‌ج- عندما نختبر محبة الله تدريجياً، نشعر بالفرح وبشعور عميق بالرضى (يو ١٥:١١). إدراكنا لمحبة يسوع، يُحررنا من سيطرة شهوات الخطية الوقتية، لأن محبته تسمح لنا بإختبار الملذات العُليا عندما نرى قلبه المُشتعل بالحب.

‌د- العليّ وضع نفسه وصار إنسان وحمل خطيتنا لكي يقربنا منه. يمكننا أن نرى مقدار محبته في التدابير القصوى التي أخذها لكي يفدينا ونكون معه.

"لنتقدّم بقلب صادق في يقين الإيمان ..." (عب ١٠:٢٢)

‌ه- يسوع كان غيوراً لكي يكون شعبه قريباً منه للأبد (يو ١٤:٣، ١٧:٢٤)

"أيها الآب، أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا." (يو ١٧:٢٤)

"وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً." (يو ١٤:٣)

‌و- مجد يسوع يضُم عدة أوجه لعظمته – هو المرتفع (المتعالي) الذي تنازل جداً (الحاضر) بمحبة وتواضع، لكي يقربنا منه (لنحكم معه الى الأبد) لأننا أعزاء على قلبه (عروس / أبناء). هو إتضع لأنه يريد حياة شركة معنا، وأن نحكم معه على الأرض إلى الأبد. (رؤ ٢:٢٦-٢٧، ٣:٢١، ٥:١٠، ٢٠:٤-٦، ٢٢:٥، مت ١٩:٢٨، ٢٠:٢١-٢٣، ٢٥:٢٣، لو ١٩:١٧-١٩، ٢٢:٢٩-٣٠، ١كو ٦:٢-٣، ٢تي٢:١٢، رو ٨:١٧-١٨، دا ٧:٢٢)

"من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي ..." (رؤ ٣:٢١)

"إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه. إن كنا ننكره فهو أيضاُ سينكرنا." (٢تي ٢:١٢)

‌ز- نحن مهمون بالنسبة له، هو يريد أن نكون مالكين معة في خطه الفداء وهي تنكشف وتتضح. فنحن لن نكون مُجدر متفرجين على يسوع وهو يحكم لوحده. ويجب أن نكون منبهرين معه وممتلئين بالشكر على العلاقة التي تربطنا به.

"فإن كل شيء لكم ...أم العالم، أم الحياة، أم الموت، أم الأشياء الحاضرة، أم المستقبلة. كل شيء لكم. أما انتم للمسيح والمسيح لله." (١كو ٣:٢١-٢٣)

‌ح- أعطى الله السلطان أو القيادة على الأرض للإنسان ( تك ١:٢٦-٢٨) فهذا القرار كان أبدياً، ولم يتراجع عنه الله حتى عندما سقط آدم في الخطية وارتكب الخيانة العظمى، عبر تسليم سلطته وقيادته للأرض لإبليس (لو ٤:٥-٦)

"وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا ... فيتسلطون ... على كل الأرض." (تك ١:٢٦)

‌ط- أنبهر داود برؤيته للكرامة التي للمفديين في نظر الرب (مز ٨:٤-٦). فهذه الحقيقة كانت بالفعل من العناصر التي نمّت شغف داود للربّ، وإدراكها هو الذي أيقظ قلب داود ليحبّ الله. فنحن نتعجب عندما نرى قدرة محبة الله وإلى أي مدى يمكن لهذه المحبة أن تصل.

"فمن هو الإنسان حتى تذكره ... تسلّطه على أعمال يديك، جعلت كل شيء تحت قدميه." (مز ٨:٤-٦)

‌ي- نحن عزيزون جداً على قلبه. قيمتنا وهويتنا تكمن فيه وحده. عندما نرى مدى أهميتنا بالنسبة له من خلال نعمته، يزداد إعلان إستحقاقة وقيمته بالنسبة لنا. وهو يزيد من عظمته، عندما يسكب مجده على شعبه ومن خلالهم أيضاً. نحن أنواني للنعمة أو "انواني تذكرة عن النعمة" التي تُظهر كم هو محبّ، حنّان، حكيم، وجبار (أف ٢:٧). الخلاص يمنح المفديين مكانة بحيث يُعبر كل واحد منهم عن جمال الله ومحبته.

"هو ... أجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع، ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق، باللطف علينا في المسيح يسوع." (أف ٢:٦-٧)

‌ك- هو يتمجد عندما يُظهر محبته الرائعة، قدرته وحكمته. عندما نرى من نحن بالنسبة إليه، نغوص أكثر في جلالته. من سيحبنا بهذا المقدار؟ من هو الذي يحب بهذا العمق، حتى نحن الغير مستحقين؟ نحن نُدرك قدراً بسيطاً جداً من مشاعره تجاهنا وأهميتنا بالنسبة له. (أي ٢٦:١٤). مثلما الجمال يعبر عن عيني الخالق، كذلك تُعلن محبته العظيمة عن طبيعته. إن العظمة الممنوحة لنا من خلال نعمته، هي واحدة من عدة أمور تُعبر عن عظمته الأسمى التي تعلو فوق كل شيء.

-IIIلن نستنزف محبة الله أبداً

‌أ- نحن لن نستنزف أبداً البحر الواسع لمحبة الله، ولكن سنختبر دائماً أوجه جديدة منها.

"حتى تستطيعوا أن تُدركوا..ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كلّ ملء الله." (أف ٣:١٨-١٩)

‌ب- محبة الله هي كمحيط شاسع، تطال كافة الشعوب وقادرة على تغطية خطيتنا للأبد.

° إن عرض المحبة يشمل كل أنواع البشر والهويات من مختلف الجنسيات.

° إن طول المحبة يصل ويتخطى حدود ضعفنا في هذه الحياة ويمتد الى الأبد.

° إن عمق المحبة يدلّ إلى أي مدى نزل وإتضع يسوع ليخلصنا والثمن الذي دفعه من أجلنا (في ٢:٨)

° إن علو المحبة يرمز الى حجم التمجيد الذي نلقاه في نعمته (رؤ ٣:٢١)

‌ج- الإعلان عن محبة الله مُتاح لكافة القديسين. غير أن هذه المحبة تنسكب بملئها عندما يتحد أعضاء جسد المسيح ويعملوا معاً. فجزء من ميراثنا متعلق بالخِدمات الأخرى، وكذلك جزء من إعلان محبة الله.

-IVتطبيق حقيقة محبة الله

‌أ- لا يجب علينا أن نرفض محبته لنا− هذا يعني أن نحرمه قسم من فرحته عندما يتواصل معنا. يجب ألا نسمح لمشاعرنا السلبية بأن تؤثر على قلوبنا أكثر مما تفعله كلمة الله. لذا يجب أن نُخضع مشاعرنا لكلمة الله عبر إعلان الحق امام مشاعرنا السلبية.

‌ب- ليس من الصعب أن نعتقد بأن الرب يحبّ المؤمنين الذين هم في السماء. ولكن الصعوبة تكمن في الإعتقاد بأنه يحب ويستمتع بالأشخاص الضعفاء. الله يحب غير المؤمنين ولكنه أيضاً يحب المؤمنين ويتمتع بهم.

‌ج- الله لا يخلط بين عدم النضوج الروحي عند المؤمنين الصادقين وبين التمرد ( تذكر أن كلا من الخروف والخنزير علقا في الطين). الرب يفرح بنا كل مرة نتوب عن ضعفاتنا، حتى قبل أن نبلغ النضوج الروحي. (لوقا ١٥:٤-٧−١٧-٢٢). فيوم يعود الضالّون يكون الرب رؤوفاً ورحيماً معهم (لو ١٥:١٧− ٢٠). يظهر ابتهاج الرب بالإبن الضال من خلال صورة الأب الذي ألبس إبنه أبهى الحلل (لو ١٥:٢٢). فهناك عدة تحولات يجب أن تحدث في حياة هذا الإبن الضال الذي أتى إلى التوبة مؤخراً.

‌د- الله يفرح عندما يُظهر لنا رحمته. يريدنا أن نكون واثقين بأنه يتمتع بنا (حتى في ضعفاتنا) عندما نعيش بحياة توبة. عندها نجري إليه ولا نهرب منه.

"لا يحفظ الى الأبد غضبه، فإنه يُسرّ بالرأفة." (مي ٧:١٨)

‌ه- في يوحنا ٢١:٢٠ كتب الرسول "علامة" تدلّ على أعماله. هذه الآية تُخبرنا كيف عاش يوحنا حياته. ففي إنجيله، لا يذكر يوحنا اسمه ولا مرة، بل يوصف نفسه خمس مرات "بالتلميذ الذي كان يسوع يحبه" ( يو ١٣:٢٣− ١٩:٢٦− ٢٠:٢− ٢١:٧،٢٠). أراد يوحنا أن يكون معروفاً بحسب علاقته بيسوع وليس بحسب أعماله في العلن.

"بطرس ... نظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يوحنا) يتبعه، وهو أيضاً الذي اتكأ على صدره وقت العشاء وقال: يا سيّد من هو الذي يُسلمك." (يو ٢١:٢٠)

‌و- تمتع يوحنا بإحدى أعظم "السيرات الذاتية" في التاريخ، عبر علاقاته مع مريم ( يو ١٩:٢٦-٢٧) والرُسل، بمن فيهم بطرس وبولس. لقد لعب دوراً مهماً في النهضات الكبرى وكتب خمس كُتب في العهد الجديد. وعده يسوع بأنه سيحكم من على عرش في اسرائيل (مت ١٩:٢٨) ورأى اسمه على سور المدينة في اورشليم الجديدة (رؤ ٢١:١٤)

‌ز- إن مدى محبة الله وأستحقاقه وقيمته تظهر في الطرق التي اتخذها لكي يفدينا.

"مُستحق أنت ... لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك ... وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة، فسنملك على الأرض." (رؤ ٥:٩-١٠)


الخليقة الجديدة: تبرير روح الإنسان (2كو17:5)

I. الأخبار السارة للإنجيل

‌أ- إعلان بولس أننا أصبحنا خليقة جديدة هوذا الكل قد صار جديداً له تطبيقات هائلة. الخليقة الجديدة هى روح الإنسان. الإنسان الحقيقى هو روح الإنسان الذى صار حي في المسيح ويُسمى الخليقة الجديدة.

"إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (2كو17:5 ،21)

‌ب- لفهم مجد الخليقة الجديدة يجب أولاً ان نفهم أن الله خلق الإنسان بثلاثة أجزاء – الروح، النفس والجسد. الإنسان روح له نفس ويسكن فى جسد. معظم المؤمنين لا تعرفون من هم في ارواحهم كما يعرفون الجسد والنفس. بالضبط كما ندرب الجسد والنفس يجب أن نستقبل تدريب للروح.

"وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (1تس23:5)

‌ج- خُلقنا بأرواح حتى نتمكن من الإتصال بالله الذى هو روح. روح الإنسان هو المكان الذى نتواصل من خلاله مع الله بطريقة مباشرة. النفس هي شخصياتنا وتتكون من الفكر، المشاعر والإرادة. أجسادنا لها الحواس الخمسة للتعامل مع العالم المادي. أرواحنا تُمكننا من التعامل مع الروح القدس الذي يُرشدنا الى كل الحق.

‌د- قبل سقوط آدم كانت روحه تحكم النفس والجسد. الحواس الخمسة كانت تحت هيمنة الروح. بعد سقوطه أصبح ميت روحياً. فقد القدرة على التواصل مع الله. تم عكس كل شئ وإكتسب الجسد (الحواس الخمسة) والنفس (المشاعر) السلطة على الروح. أصبحت الروح تحت رياسة الحواس. فقدت الروح السيادة للحواس.

‌ه- فى الميلاد الجديد أرواحنا ترتبط بالروح القدس وبالتالى نكون ممتلئين بالحياة فوق الطبيعية.

"وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌز." (1كو17:6)

‌و- فى الميلاد الجديد روح الإنسان هى التى خُلقت من جديد ليس الجسد او النفس. أرواحنا تجددت خُلقت من جديد. تم إعادة تشكيلنا بصورة جذرية حتى إستخدم بولس تعبير "خلق" (اف10:2، 24:4، كو10:3)

"وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ." (اف24:4)

"وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ." (كو10:3)

"لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (اف10:3)

‌ز- نختبر الخلاص التام قى ثلاثة مراحل: الماضى، الحاضر والمستقبل. فقط ثلث خلاصنا قد تم وهو خلاص الروح.

1. الماضى: قد تم خلاصنا (التبرير). الروح خُلقت من جديد فى قداسة

2. الحاضر: بيتم تخليصنا (التقديس). النفس بتنمو فى الطهارة

3. المستقبل: سنخلص (التمجيد). الجسد سيقام فى مجد

‌ح- روح الإنسان المُجددة تم تبريرها من الآن وإلى الأبد. كما يقف يسوع مُبرر أمام الآب ويمتلك التبرير فى روحه هكذا نحن حتى فى هذا الزمن.

"أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ ... لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً." (1يو17:4)

‌ط- فى الطبيعة القديمة، كنا تحت الدينونة أمام الله. كنا عاجزين أمام الخطية (فى قلوبنا). كنا فى ظلمة بدون قدرة على فهم كلمة الله او إستقبال توجيه إلهى لحياتنا. كنا مُعوزين، دون أمل في مستقبل جيد في الله.

‌ي- فى الخليقة الجديدة تلاشت الدينونة. الآن لنا ثقة أن الرب يتلذذ بنا. العجز والظلمة تلاشت. الآن بسلطان إسم يسوع والروح القدس الساكن فينا يمكن أن نسلك فى نصرة على الخطية ونستقبل فهم عن الله، كلمته، وإرادته. أعوازنا صار ماضى وأصبح لنا آخره مجيدة مع الرب.

‌ك- لأن روح الإنسان مختلفة عن الجسد والنفس يصعب الإحساس بها بمشاعرنا (النفس) أو حواسنا (الجسد). لذا يُشار لها انها مستترة عن الحواس. بولس يُشير إلى حياتنا الحقيقية او روح الإنسان على أنها مُستترة فى هذا الزمان.

"بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ." (1بط4:3)

"لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي الله." (كو3:3)

‌ل- يتم تحول التوجه الأساسي فى حياتنا الروحية إلى الإنقياد بالروح بدلاً من الحواس الخمس، شهوات البدنية، والعواطف. هذا يُسمى الحياة بالروح. أحيا بالروح (رو1:8 ،4، 5) أن أحيا بثقة أن الله يتلذذ بي بينما أكون فى شركة مع الروح القدس الساكن فى وأن أحيا بحسب الحق الذى فى الكلمة.

"فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ." (رو5:8)

‌م- نتغير بتجديد أذهاننا. يجب أن نحيا فى توافق مع كلمة الله. فقط كلما تحرر ذهننا من التحالف مع الجسد (الحواس الخمسة والمشاعر) نكون أحرار. تجديد أذهاننا يحتوى على إعتراف الإيمان (بأفواهنا) بما هو موجود بالكلمة أمام الرب.

‌ن- روح الذهن: كل ما يتعلق بالحياة الداخلية. هذا يشمل تشبع الذهن بالحق، الذي بدوره يوجه حياتنا أكثر إلى أرواحنا.

"أَنْ تَخْلَعُوا..التَّصَرُّفِ السَّابِق.. وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ." (اف22:4-23)

"وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ." (كو10:3)

"لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوع." (فل6:1)

"وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ." (يو32:8)

‌س- ليكن للكلمة عملها التام فينا. الإعتراف بالكلمة (بأفواهنا) يُثبت الحق بداخلنا.

"كَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضاً فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ."(1تس13:2)